رئيس التحرير
عصام كامل

ربنا «يعميك» لو معملتش «لايك وكومنت وشير»!


«عارٌ على أمة محمد أن ينزل بوست الصلاة على النبي ولا يحصد ألف لايك في ساعة واحدة».. «راهنت أصدقائي الأجانب على أن بوست لا إله إلا الله سيحصد 5 آلاف لايك وأكثر من ألف شير في دقائق».. «انضم إلى حملة المليون تسبيحة».. «إن لم تشير هذا البوست فاعلم أن الشيطان هو الذي منعك من ذلك».. هذه عينة من الـ«بوستات» التي تقابلني على «فيس بوك»..

وأنت.. هل صادفتك صورة ذات دلالة «إنسانية أو إيمانية» على إحدى صفحات موقع التواصل «فيس بوك» وطلب منك صاحبها أن تتفاعل مع هذه الصورة، سواء كان هذا التفاعل بـ«الإعجاب أو كتابة تعليق أو مشاركة الصورة»؟! 

بالتأكيد صادفك ذلك.. فالـ«فيس» أصبح كالأسواق الشعبية ممتلئ بكل أنواع البضائع، لكنك نادرًا ما تجد ما تبحث عنه ويناسب ذوقك وثقافتك، وما تتطلع إليه!

فأنا يوميًا يقابلني عشرات الـ«بوستات» التي يطلب صاحبها مني الإعجاب بما كتبه أو اقتبسه من أحد الأدباء والفلاسفة أو نقله من أحد نشطاء الفيس دون أن يشير إلى صاحب الاقتباس، ولا يدري أنه ارتكب جريمة.. نعم جريمة.. جريمة أخلاقية بكل المقاييس، فهو يسرق جهد وحكمة الآخرين ثم يكتب في نهاية «البوست»: لا تخرج قبل أن تقول سبحان الله؟!

لكن أكثر ما لفت نظري هو تداول بعض النشطاء صورة لـ«توءم» ملتصق، في العقد الثالث من عمره، بدون أرجل أو جهاز تناسلي، نشرها طبيب عظام، كما تؤكد بيانات صفحته، ومتابعة أصدقائه.

الطبيب ناشر الصورة لم يكلف نفسه عناء البحث والتحري عن مصدر الصورة، ومدى منطقيتها، وكيف يعيش توءم دون أعضاء تناسلية أو أجهزة «إخراج»؟!.. ألم يخطر على باله- وهو طبيب- أن الصورة «مفبركة» أو تم تصميمها بواسطة برنامج «فوتوشوب» لاستحالة منطقيتها أولًا، وثانيًا لأننا لم نسمع بهذا التوءم من قبل في وسائل الإعلام باعتباره «معجزة» بكل المقاييس!

وأكثر ما يدعو للأسف أن ناشر الصورة كتب أسفلها: «اللهم اعمي بصر كل من شاهد الصورة ولم يكتب الحمد لله»!.. ما هذا الغباء، وكيف يدعو ناشر الصورة على أشخاص ربما لم تعجبهم هذه الصورة، أو اكتشف زيفها، أو له رأي مغاير فيها؟.. وهل ما فعله ما كتبه يتوافق مع إيمانه وصحيح الإسلام أم لا؟!

إن الـ«فيس» أصبح- إلا ما رحم ربي- مرتعًا خصبًا يمارس فيه البعض «النفاق»، أو التدين الزائف.. وعن نفسي أحتقر أصحاب مثل هذه الـ«بوستات» التي تبدأ بالدعاء على من ﻻ يضع «ﻻيك أو كومنت أو شير»، وتنتهي بالتشكيك في إيمان الآخرين إن لم يفعلوا ذلك، بل ويصل الأمر إلى اتهام البعض بالكفر والإلحاد، والعياذ بالله، وهو ما لا يرضى الله ورسوله.

وأخيرًا.. عزيزي القارئ بعد أن انتهيت من قراءة المقال لك الحق، كل الحق، في أن تضع «لايك» أو تتفضل بكتابة «كومنت» أو تشارك في نشره بعمل «شير»، وإن لم تفعل ذلك فاعلم أن «الشيطان» هو الذي منعك؟!
الجريدة الرسمية