رئيس التحرير
عصام كامل

الوزير "حنفي"


المتابع لأداء وزير الأوقاف منذ توليه المسئولية وحتى الآن يكتشف أنه في كل المواقف التي تواجهه يجيد حفظ دور الفنان الكبير الراحل عبد الفتاح القصري في فيلم ابن حميدو عندما يقف أمام زوجته وهو يصرخ قائلا "لا يمكن كلمتي تنزل الأرض أبدا" وعندما تكشر له زوجته عن أنيابها يتراجع بسرعة قائلا "تنزل المرة دي".

هذا هو حال وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة عندما أصدر قرارا عنتريا بطرد السلفيين من على منابر المساجد وقتها قلنا إنه لن يستطيع تنفيذه وجاء رده من على منابر الفضائيات وهو يتقمص شخصية حنفي قبل أن تكشر له زوجته عن أنيابها أنه لابد من طرد الخطاب الديني التكفيري من على منابر الوزارة وأن هؤلاء السلفيين لا يمثلون الإسلام في شىء ولا يقدمون نموذج الإسلام السمح.

واستمر الوزير في وصلات ردح فضائية ضد السلفيين من عينة أنهم والإخوان سواء وأن الإسلام لا يعرف هؤلاء أو هؤلاء وأنهم جميعا فئة ضالة بغت في الأرض واستحوذت على المساجد في غفلة من الزمن واستغلت ضعف الدولة والأوقاف في نشر سمومها وإفساد المسلمين وإرهاب المصلين.

واستمر الوزير "حنفي" في تناول حبوب الشجاعة كل يوم على شاشات الفضائيات حتى شعرنا أن السلفيين لن يستطيعوا الذهاب إلى المساجد كمصلين وليسوا أئمة وأن الوزير ينتظرهم بنفسه خلف أبواب المساجد هو "وشلته" حاملين لهم "القباقيب" وهم يصرخون حتى شعرنا أنه لن يجرؤ سلفي من المرور أمام أحد المساجد.

ومن فرط تأكيد جمعة أن زمن الفوضي انتهى وأن الوزارة عادت إلى وزيرها وأن المساجد عادت إلى مصليها شعرت أن الوزير"حنفي" يعتبر مطاردة السلفيين مسئولية وطنية وأنه سيقرعهم بالحجة وسيدحض ادعاءاتهم وسيخرسهم بالكلمة وأن مصر كما تخلصت من الإخوان في طريقها للتخلص من السلفيين ونسي الوزير "الشجاع" أنه هو ومساعدوه لا يستطيعون السيطرة على المساجد لأن الأئمة المعينين بالمساجد، تركوها لكل عابر سبيل يقول ما يريد من على المنابر يبث سموم الفتنة في الوطن ويدعو لمحاربة الجيش والشرطة وسط غياب تام للرقابة من جانب الوزارة والوزير يعلم هذا جيدا.

وبدلا من محاربة هؤلاء بالكلمة والسنة النبوية السمحة وعودة المساجد للخطاب الديني المعتدل يعترف الوزير"حنفي" بفشله في السيطرة على المساجد ويتقمص شخصية "حنفي" بعد أن كشرت له زوجته عن أنيابها قائلا: تنزل المرة دي ويعلن عودة السلفيين للمساجد مرة أخرى ولكن هذه المرة من خلال بروتوكول لا يتضمن أي شىء يتم توقيعه بين الطرفين وكأن هذا البروتوكول هو الذي سيعيد المساجد إلى الخطاب الوسطى.

وبعد هذا الاتفاق لن أتحدث عن الوزير فحركاته معروفة للجميع فكل ما يريده هو إدعاء البطولة من على منابر الفضائيات وما أريد أن أقوله للإخوة السلفيين أنه لا مفر من تصحيح الخطاب الديني والبعد عن الغلو والتشدد ليس من أجل الوزير "حنفي" بل من أجل مصر.
Essamrady77@yahoo.com
الجريدة الرسمية