رئيس التحرير
عصام كامل

خلية قطر الاستخباراتية في الإمارات تهدد عودة العلاقات مع دول الخليج.. محلل سياسي: الدوحة لن تتراجع عن سياساتها ويجب طردها من «مجلس التعاون».. «تميم» أداة في يد الولايات المتحدة لتق

فيتو

خطوة جديدة قد تؤجج الأوضاع بين قطر ودول الخليج، خاصة دولة الإمارات، التي ألقت القبض على عناصر استخباراتية قطرية تعمل على أراضيها، الأمر الذي يراه مراقبون يُدخل قطر في مزيد من العزلة عن محيطها الإقليمي.


ويعتبر مراقبون أن الكشف عن الخلية القطرية في الإمارات بمثابة تدخل قطري جديد في الشئون الداخلية الإماراتية، وليس هذا فحسب، لكنها بذلك تضرب عرض الحائط بأي محاولة أو وسيلة لإعادة العلاقات مع دول الخليج الثلاث «السعودية، البحرين، الإمارات»، والتي كانت قد أعلنت عن سحب سفرائها من قطر لسياساتها تجاه جيرانها وتدخلاتها.

وبالرغم مما أثير مؤخرًا بعد لقاءات واجتماعات جرت بوساطة كويتية، حول أن قطر ستلتزم بما اتفق عليه، إلا أنها الآن وعلى ما يبدو تؤكد على أنها لن تغير سياساتها ليس تجاه دول الخليج فحسب، بل سياساتها الكاملة تجاة دول المنطقة العربية، وبالأخص مصر.

الدكتور محمد السعدني، نائب رئيس مصر للعلوم والتكنولوجيا، أستاذ العلوم السياسية، المتخصص في الشئون العربية، قال لـ«فيتو»، إن قطر لن تتراجع عن سياستها التي مضت فيها، مؤكدا أنها ضالعة في المخطط «الصهيو أمريكي»، الذي تعمل عليه الولايات المتحدة منذ سنوات طويلة، وذلك لتقسيم الوطن العربي وفق «سايكس بيكو جديدة»، وأن قطر الآن تنفذ ما لم يستطيعه الأمريكان، الذين بدءوا الآن في زرع (مخلب قط ) آخر لتهديد العالم العربي، ألا وهو تنظيم «داعش».

ويشدد «السعدني»، على أنه إذا كان «داعش مخلب الولايات المتحدة لتهديد دول المنطقة، فإن قطر هي المخلب الحقيقي الذي ينفذ السياسات التي تمليها عليه الولايات المتحدة»، مؤكدا أنها دولة انتماؤها الحقيقي «إخواني»، وأنها لن ترتدع، ولن تقف عما تقوم به.

وأضاف: «قلت في بداية الأزمة مع مصر والرد الخليجي بسحب السفراء، إن قطر ليس أمامها إلا أن تنصاع لطلبات مجلس التعاون الخليجي، وتوقف دعم الإرهاب، وألا يتم عزلها خليجيا وعربيا، والآن ووفقاً للمعطيات الحالية، وما تقوم بها قطر فإنها أبدا لن ترتدع عن مسارها، ولابد من موقف موحد ضدها».

وأشار إلى أن دول مجلس التعاون أهملت قطر طويلا، وجرى اجتماع الرياض في حضور الأمير تميم بن حمد، وأعقبه اجتماع الكويت، وجرى خلالهما الاتفاق على أمور لكن يبدو أنها لم تهتم لشيء من هذا.

ويرى «السعدني»، أن «قطر لديها مشكلة بنيوية في وجودها.. ليس لديها قوى حقيقية على الأرض، سواء قوة بشرية أو عسكرية، لكن كل ما لديها هو فوائض عوائد النفط والغاز، ومن هنا حصل التناقض، فهي تحاول تعويض ذلك بأكبر قاعدتين عسكريتين للولايات المتحدة على أراضيها، وتعمل كرجل الولايات المتحدة في المنطقة».

وتابع: «قطر لن تتراجع عن مواقفها، فهي الآن تعرض على إثيوبيا تمويل سد النهضة بعد تراجع الممولين، وهي تريد تقويض جهود الرئيس السيسي، ومباحثاته التي أجراها، وعلى جانب آخر فإن استثمارات قطر في إسرائيل أكبر من مثيلتها الأمريكية».

وقال إن «قطر في سبيلها للاحتراق سياسيا، فهي لن تعود عما في ذهنها، ومن ثم فلابد على مجلس التعاون الخليجي العمل على طردها منه لما يمثل وجودها به من تهديد للمجلس وأسراره الداخلية التي تناقش في الأروقة المغلقة، وكذا بالنسبة للجامعة العربية».

والآن ووفقا للمحددات الأخيرة فإنه من الصعوبة الحديث عن عودة العلاقات بين الإمارات وقطر، في وقت تنشر فيه قطر عناصرها الاستخباراتية، الأمر الذي لم تفلت منه مصر أيضًا والتي ألقت القبض مؤخرًا على أحد العناصر القطرية على أراضيها.
الجريدة الرسمية