رئيس التحرير
عصام كامل

يا صاحب الصوت الانتخابي، اسمعني!


عندك اعتراض على سياسات الحكومة؟ أو عندك مقترحات تريد إيصالها للمسئولين؟ أو تريد محاسبة أي مقصر؟ أو حتى نفسك إن مرتبك يزيد؟

الدستور كفل لك حقك في اختيار من يقوم بهذا نيابة عنك، البرلمان القادم هو أهم برلمان في تاريخ مصر، هو أخطر مرحلة تمر بها الدولة المصرية في صراعها من أجل البقاء وسط مؤامرات وتحديات كبرى، قبل أن تفكر في اختيار مرشحك، أو تغلب عليك القبلية أو العصبية أو حتى الحماسية أو الوعود الساذجة، تعرف على الصلاحيات التي منحها الدستور للبرلمان القادم، في أسلوب سهل وبسيط، هذا ملخص الصلاحيات الدستورية للبرلمان القادم.

أفرد الدستور في الباب الخامس (نظام الحكم)، الفصل الأول: السلطة التشريعية (مجلس النواب) الحديث عن اختصاصات وواجبات البرلمان، ومن مواده الثماني والثلاثين، نقف عند المادة (101) فهي تجعل البرلمان مسئولا رئيسيا عن السياسة العامة للدولة، وعن خطة التنمية، والموازنة أيضا، بالإضافة لممارسة الرقابة على التنفيذين، أما المادة (122)، فمثلما تعطي الحق للرئيس أو لمجلس الوزراء في اقتراح القوانين؛ فإن لأي عضو برلماني الحق في اقتراح القانون، ويحال للجنة المقترحات بعدما يتضامن معه عشر أعضاء المجلس، بينما المادة (125) تعطي البرلمان حقه في عرض الحساب الختامي للميزانية عليه، والمادة (128) تجعل قوانين تحديد المرتبات والمعاشات والمكافآت واستثناءاتها خاضعة لرقابة المجلس.

وعليك أن تعرف أن عضو البرلمان القادم يمتلك حق استجواب رئيس مجلس الوزراء أو نوابه، وكذلك الوزراء أو نوابهم طبقا للمادة (130)، ليس هذا فحسب، بل يصل الأمر لامتلاك عضو البرلمان القادم حق سحب الثقة من رئيس مجلس الوزراء أو نوابه أو وزرائه باقتراح عشر أعضاء المجلس فقط، وبأغلبية أعضائه بعد المناقشة طبقا للمادة (131)، كل هذا مضافا إليه الصلاحيات التقليدية من طلبات الإحاطة والبيانات العاجلة ولجان تقصي الحقائق.

فكر في الأمر على هذا النحو، إن الدستور قد حول مركز الثقل في السياسات العامة وخطط التنمية من كفة الحكومة إلى كفة البرلمان، ومنح صلاحيات رقابية وتشريعية بل صلاحية سحب الثقة أيضا بشكل غير مسبوق في هذا البرلمان، ومع الوضع الذي نحن فيه، لا مكان لسوء الاختيار، أي خطأ سيكلف الدولة، وسيكلفك أنت أيضا عزيزي المواطن الكثير والكثير، احرص على أن تنجو بنفسك من أسر التلاعب بعواطفك، لا تخضع لابتزاز نواب الخدمات، ونواب الوعود، أو حتى النواب الذين هدفهم مصالحهم الشخصية، أعرف أن المسئولية ثقيلة، لكن فلتفعلها وتحسن الاختيار.

لو كان من اخترته ممن يلتزم بوعوده، ويستمع لك وليس متعاليا عليك وينساك بمجرد فوزه، فقد تكون أنت بنفسك من تقدم مقترحك أو شكواك للحكومة من خلاله، لكن إن تأثرت بخيارات القبلية أو العصبية، أو تأثرت بخيارات عاطفية، فأنت لست تحرم نفسك من إمكانية تواصلك مع الدولة عبر ممثلك البرلماني فحسب، بل تضع إرباكا شديدا أمام مستقبل مصر بأكمله باختيار من هو ليس أهلا لهذه الصلاحيات، والقرار في النهاية لك سيدي المواطن يا صاحب الصوت الانتخابي.
الجريدة الرسمية