رئيس التحرير
عصام كامل

رسالة إلى السيد الرئيس


خمسون عامًا وموضوع الدعم شائك لا يمكن الاقتراب منه وما من رئيس حاول أن يفكر مجرد التفكير في إلغائه إلا وأنه يتراجع فكيف يصل الدعم إلى مستحقيه بالفعل فإن استطاعت الحكومة إلغاء الدعم نهائيًا بحيث يصل إلى مستحقيه في صورة خدمات فعلية حقيقية وأن يشعر كل مواطن على أرض مصر بالخدمات العائدة نتيجة إلغاء هذا الدعم بحيث لا يضار المواطن البسيط فسيقف الشعب كله معك يا سيادة الرئيس ولكنهم لو وجدوا ضعوطا بلا بشائر لنتائج يرتضيها فـ"لله الأمر من قبل ومن بعد".

فدعم يصل إلى 135 مليارا سنويًا والاقتراض من صندوق النقد الدولى بصفة دائمة لسداد جزء من فوائد الدين هل تعتقدون في ظل هذه الظروف يمكن أن نصنع دولة؟ بالطبع لا.

ومن يقول وينادى بأن توقيت إلغاء الدعم خطأ أقول له نحن مصابون بورم سرطانى كبير اسمه الإرهاب والقرض من الصندوق الدولى يعيق الدولة عن أي تنمية يمكن أن نفكر فيها ونورث الأجيال القادمة ديونا فإذا كانت اليوم ممكنة السداد فغدًا ستصبح مستحيلة وستنهار الدولة بلا محالة.

فإما أن نؤجل عملية استئصال هذه الأورام السرطانية الآن أو نظل مرضى مشلولين عن الحركة إلى يوم لا نعلم عقباه ولا نعلم ماذا يخبئ لنا..هي جرأة من الرئيس.. نعم جرأة ومصر هي وطننا جميعًا فهل ندخر ونقتصد حتى تشفى وتتعافى أم نتجاهل ما تعاني ونعاني جميعا معها أمراضها الخطيرة؟

أن أثق بالسيد الرئيس وبوزارته الحالية فأنا معك يا فخامة الرئيس لكن.. يجب أن توضح للناس خطتك ويجب أن يشارك الناس فيها صغيرهم قبل كبيرهم.. وأن يرى الناس بعين رءوسهم نتيجة إدخارهم وحرمانهم في هذه الفترة الصعبة في بشائر استثمار وأمان حقيقية يرون خدمات في المستشفيات الحكومية وجميع المصالح الحكومية التي تتعامل مع الجمهور مباشرة.

التطوير في وسائل الموصلات والمرور والأمن والأسواق العشوائية وكل مرافق الدولة يشعرون بأن أموالهم ردت إليهم حتى نجنى جميعا نتيجة استثمارات حقيقية تتم في مصر تنهض بها وتزيد من قيمة الجنيه المصرى ويشعر المواطن بأن بشائر هذا التقدم مجرد بشائر.

يا فخامة الرئيس...
عجبتنى كلمتك عندما سألوك بأن شعبيتك سوف تقل وقلت أنا لا تهمنى شعبيتى بقدر ما يهمنى مصلحة مصر والأجيال القادمة هكذا يكون الزعيم والرجل المحب لوطنه..

ولكنى كمواطن خائف يا سيادة الرئيس فخوفى ليس على نفسى فأنا وأسرتى تعودنا على كل الظروف الصعبة وصبرنا ولم نصرخ يومًا في أي عهد كان ولم يكن عدم صراخنا جبنا ولكنه كان إقرارا بالواقع الأليم وكان علينا التوافق معه ولكن اليوم الشعب تغير فهناك من ينخر في أذنيه ونحن كأسر مثقفة متفهمة تعى الحال جيدًا ولكن نخشى من فتح جبهات أخرى يصعب عليك مواجهتها.

نحن معك في قرارك يا سيادة الرئيس ومعك في إصرارك عليه ومعك في توقيت القرار لكن...أين استثمارات الدول العربية الغنية في مصر؟ لا نريد أموالها بل نريد استثماراتها ونريد الأمان لكى تعود السياحة إلى سابق عهدها وأين استثمارات الدول الأفريقية بمصر واستثمارات رجال الأعمال المصريين في الدول الأفريقية؟!..

أين الإعلام الصريح الذي يقوم على توعية الناس والذي يحترم عقول المواطنين؟..المهمة صعبة ولكنها ليست مستحيلة كان الله في عونك وفى عوننا نحن الأسر المصرية كتب علينا الفقر والشقاء فإن لم يحن الله علينا فمن يحنو علينا؟.. فلك الله يا مصر رضاك الله.
الجريدة الرسمية