رئيس التحرير
عصام كامل

المواطنون يستغيثون برئيس الوزراء: أطنان القمامة والمياه الملوثة.!


نحن نعلم قدر المشاكل الكبيرة التي تمر بها الدولة، وعلى قمتها الاقتصاد المتدنى الذي بدوره تتدنى الكثير من الخدمات الواجبة على الدولة لمواطنيها، المواطنون استطاعوا أن يتأقلموا مع العديد من الظواهر ويتكيفوا معها، مثل انقطاع التيار الكهربائى بالساعات، وانقطاع مياه الشرب في اليوم الواحد مرتين وثلاث، والوقوف بالساعات على طوابير البنزين والغاز، ويعيش أكبر وأضخم مشاكله مع طوابير رغيف العيش، كل ذلك استطاع بقدرة قادر أن يتحمل إهمال الدولة وعدم إمداده بها برغم أنه ملتزم بتسديد فواتيرها دون تردد وبلا مضض.

لكن كيف له أن يؤقلم نفسه عندما تصله المياه التي يستخدمها في أكله وشربه وكل معيشته بماء مختلطة بمياه الصرف الصحى..؟؟ المشكلة قديمة من قبل 25 يناير ولكن ليست بهذه الدرجة الفاضحة والمجحفة للمواطن الفقير الكادح الذي لاحول له ولا قوة، شرب المياه الملوثة على مدى سنوات، مما أدى به إلى الفشل الكلوى وسرطان المرىء وكثير من الأمراض التي لا يقدر على نفقات علاجها، ولا استطاعت الدولة أن تغيثه بتوطينه في إحدى المصحات أو المستشفيات التابعة لها.!

هذه الظاهرة مرتفعة جدا في محافظات الجنوب وفى قرى مدنها، فها هي قرى أسيوط تعانى أشد المعاناة منذ سنين، وها هى منظمة حقوق الإنسان تصرخ بأعلى صوتها لعل أحد يسمع استغاثتها بعد أن فقدت المواطنين أي أمل في الاستغاثة بالدولة، وليس معنى هذا أن محافظات الشمال وقرى مدنها خالية من هذه الظاهرة، لأنها تريد إجباره على معايشته وأقلمته معها دون مضدد، أو ألم، أو خوف، لكون هذا في نظرها تعتبر ظاهرة صحية..!! 

إذا كان الوزراء المعنيون تنصلوا منها، وانتهت المشكلة على أن الظروف الاقتصادية غير مواتية الآن لحل المشكلة، وعلى المواطن أن يتحمل ظروف الدولة الصعبة التي تمر بها..!

حقيقة أن المشكلات التي تواجهها الحكومة كبيرة وثقيلة، والتي من أهمها الديون الداخلية والخارجية التي انهكت جسم الدولة، وذلك لا يتأتى الخروج منه إلا باقتصاد قوى، يمكنها من حل كل المشاكل العويصة التي تواجهها، فهناك مشكلة البطالة التي يعانى منها الشباب والذين يتعدون عشرات الملايين، ومشكلة الأمن ومشكلة الأجور المتدنية، ومشكلة الارتفاع الجنونى في أسعار المواد الغذائية، ومشكلة الطاقة ومشكلة نقص المياه التي ستكون المشكلة الأبرز بعد سنوات قلائل، هناك مشكلات كبيرة وضخمة، لكن إما توجد دولة أو لا توجد دولة تحمى مواطنيها وتوفر لهم أقل الخدمات.؟

نحن لا نريد أن نخوض في المشاكل التي لاعد لها ولا حصر، ونترك ذلك للمسئولين، ولكن الذي يهمنا أن يهتم السيد رئيس الوزراء بهاتين المشكلتين أو الظاهرتين التي لا يمكن للمواطن القدرة على المعايشة معهما، مشكلة المياه الملوثة ومشكلة القمامة والتراب والقوارض التي أصبحت متضخمة بشكل مخيف على سلامة الإنسان، القمامة في الجيزة، التي يمكننا أن نضرب بها المثل والتي فاقت كل الحدود التي يمكن للعقل استعابها، القمامة بالأطنان والفئران من حولها وكل أنواع الحشرات ممزوجة بالأتربة على جوانب الأرصفة وفى المساحات التي كانت خضراء قبل أن تأكل حشيشها ونباتاتها القوارض والحشرات الفتاكة.

نحن نعيش مع كل أنواع التلوث البيئى، البصرى والسمعى والحسى، نحن نشتم أخطر أنواع الروائح الكريهة، ونرى أشكالا من المناظر المنحطة التي تؤذى البصر، ولو قارنا أنفسنا بدول عربية أخرى، لا أقول دول غربية، دول تعيش الحرب منذ سنوات مثل سوريا والعراق ولبنان وحتى الصومال، لوجدنا الشوارع نظيفة لدرجة لا يمكن تخيلها، لا قمامة ولا تراب ولا قوارض ولا حشرات رغم انشغالهم بمحاربة التكفيريين الذين هبوا عليهم من كل أصقاع العالم، انظروا إلى الشوارع والميادين الرئيسة وغير الرئيسة في سوريا والعراق ولبنان حتى ليبيا، لأحببت أن تتواصل في النظر إليها وكأنها إحدى المدن الغربية.! لماذا يارئيس الوزراء لا يمتلك مسئولونا ملكة النظافة.؟ 
Dr_hamdy@hotmail.com

الجريدة الرسمية