رئيس التحرير
عصام كامل

الإخوان ترتب لزواج «داعش» و«النصرة».. أحد تلاميذ «التلمساني» يدعو قادة الجماعات الجهادية بالعراق وسوريا للصلح وغزو السعودية.. هاني السباعي يدعو إلى تشكيل لجنة للمصالحة من

داعش
داعش

بعد فشلها في تعطيل مشوار خارطة المستقبل، عبر سلسلة عنيفة من التظاهرات المستمرة واستغلال الحراك الطلابي لتشويه صورة الأجهزة الأمنية، وجد الدكتور هاني السباعي المحسوب على جماعة الإخوان تلميذ الشيخ عمر التلمساني، المرشد الثالث لجماعة الإخوان، في دراسة أجراها بنفسه، أن أفضل طريق لاستعادة الجماعة مكانتها، لعب الإخوان دورًا في الصلح بين حركة داعش وجبهة النصرة، باعتبارها جماعات مجاهدة، مع التخطيط لغزو السعودية باعتبارها ديار الكفر ونصرة لأعداء الإسلام.


«دراسة السباعي» قالت بوضوح إنه من المهم «الاعتصام بحبل الله وحده وليس بحبائل الناس! «حبل الله لا بحبل الاتحاد الأوربي ولا بحبل أمريكا والناتو ولا بحبائل آل سعود! فحبل الله المتين هو القرآن العظيم والسنة النبوية الصحيحة! فحبل الله هو الذي ينجينا من التنازع الذي يجرنا إلى الفشل والهزيمة والتشرذم».

وأضافت الدراسة أنه «بتاريخ 19 يناير 2014، بثت وسائل الإعلام كلمة صوتية للشيخ أبي بكر البغدادي أمير الدولة الإسلامية في العراق والشام ونحسب أن الكلمة موفقة ومنصفة بإذن الله، حيث نستطيع أن نبني بموجبها جسرًا للتواصل والتناصح والصلح بين من خرجوا لنصرة دينهم وللدفاع عن عباده المظلومين المستضعفين».

وأوضح أن «الشيخ أبو بكر البغدادي ذكر في كلمته أنهم دفعوا إلى هذا القتال مكرهين: (إن الله يعلم ثم أنتم تعلمون، أنَ الدولةَ بذلت ما بوسعها لوقفِ هذهِ الحربِ التي شُنت عليها من قبلِ بعضِ الكتائب المُقاتلة فيلعمُ اللهُ ثم أنتم تعلمون أننا ما أردنا هذهِ الحرب ولا سعينا أو خططنا لها لأن في ظاهرها وما يبدو لنا أن المُستفيدَ الأكبر منها هم النُصيرية والروافض وقد أكرهنا عليها وبقينا على مدى أيام ندفعُ بها ونسعى لإيقافها رغمَ الغدرِ الواضح بنا والتعدي السافر علينا)».

ودعا «السباعي» إلى قتال من وصفهم بــ«الكفار الرافضة والنصيريين، ودحر خطط الصليبيين، وكشف خيانة كفار آل سلول العلمانيين المجرمين، وغزو السعودية» - على حد زعمه-.

أما النقطة الثالثة فتناولت الصلح بين أطراف الجهاد المختلفة مثل الدولة الإسلامية في العراق والشام، وجبهة النصرة، وكثير من كتائب أحرار الشام، للتصدي للسعودية التي تدعم الأنظمة القمعية والتي تحارب الإسلام، بحسب الدراسة.

وحذرت الدراسة من النقص أو التحريف فيما يُنقل عن الأحداث الواقعة على الأرض، وذلك لأمور عدة، منها وأهمها تدخل دولة آل سعود في المسألة الشامية بثقلٍ كبير ودعاية مضَلِّلَة عبر فبركة الواقع، للتشويه والتحريف والتعمية، ومن ثم إفساد الجهاد على العباد، ولذلك فإن أنصار السلولية لا همّ لهم إلا إفساد الدين ونصرة الصليبيين على المسلمين لضمان بقاء عروشهم المغتصبة للسلطة» - حسبما إدعي واضع الدراسة-.

وأكدت الدراسة أنّ «القتال بين المسلمين لا يجوز ولا يحلّ شرعًا كما أنّ هذا القتال الذي يدور الآن في الشام نحسب أنه قد بُيّت له بليلٍ، تعاونت على إذكائه دولة بني سلول بالتعاون مع العدو الصليبيّ الأمريكيّ، وأشعلوه بإعلام الإفك والتضليل وبأموال نفطية».
وقدمت الدراسة عددًا من النصائح لتنفيذ هذا المخطط أهمها أن يتذكر جميع الفرقاء أنهم إنما يعملون لوجه الله، فلا يغتروا بمنصب أو غنيمة متوقعة، مضيفة: «في حالة المظالم المتبادلة بين جميع الأطراف، سواء مظالم في الدماء العمد أو الخطأ أو المال أو أي شيء آخر ننصح بتسوية هذه المظالم بين الدولة وأي جماعة جهادية أخرى عن طريق تشكيل لجنة مشتركة للتسوية أولا، ثم الاتفاق على تشكيل محكمة شرعية مشكلة من قاض يمثل الدولة وقاض يمثل الجماعة الأخرى والاتفاق بين الطرفين على اختيار شخصية علمية مرضية بين جميع الأطراف كقاض ثالث».

وأشار في دراسته إلى أنه يمكن «الالتجاء إلى التحكيم على أن يختار الطرفان طواعية شخصية أو أكثر للتحاكم على أن يكون حكمه ملزما لجميع الأطراف بعد الحكم، ومعلوم لشيوخ الجهاد وقادته أن التحكيم معمول به ولو في دولة الخلافة التي بها قضاة شرعيون وقد لجأ الصحابة رضوان الله عليهم إلى التحكيم في ظل خلافتهم الراشدة».

ونصحت الدراسة قادة الجهاد شيخ وأمير الدولة أبا بكر البغدادي، وشيخ وأمير جبهة النصرة أبا محمد الجولاني، وشيخ وأمير أحرار الشام أبا عبد الله الحموي وأبا خالد السوري، وغيرهم من قادة المجاهدين؛ أن يتقوا الله في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وألا يُضرب الجهاد من قبلهم.

وخاطب «السباعي» قادة الجهاد قائلا: «لقد رمتكم قوى الشر بقوس واحد! ننصحكم بجمع شعث المجاهدين على الحق وأن تلين قلوبكم لإخوانكم في الجهاد، نوصيكم بالاستجابة لدعوة الصلح والصفح الممدودة من بعضهم لبعض وألا تشمتوا بالأمة الأعداء، وأن تنصحوا أتباعكم بالصبر والتؤدة ولين الجانب لإخوانهم المجاهدين من غير الدولة أو الجماعات الجهادية الأخرى المقاتلة في سبيل الله التي لا تتبعهم، لأن الحق مر وصعب فيحتاج إلى جرعات كبيرة من الصبر».

ونصحت الدراسة بأـن يُستبعد من مجلس الشورى أيّ فصيلٍ ثبت تورطه مع آل سلول،على حد وصفه، أو دخوله في تفاوضات وتعاقدات خزي وعار مع العدو الأمريكيّ، وإن ظهرت منهم خيانة أو غدر نبذ إليهم المجاهدون على سواء، فخطرهم، كطابور خامس، كخطر الرافضة وشبيحة النصيرية الأنجاس، بل قد يكون أشدّ خطرًا لا سيما خطرهم الداهم على عوام المسلمين.

كما تمسكت بأن يلتزم كل طرف بالأماكن التي حرروها فإذا حررت الدولة مكانًا ما على الجبهات الأخرى ألا تتدخل في شئون تسيير أعمال الدولة طالما كان في سلطانها وتحيزها، وكذلك جبهة النصرة أو أحرار الشام وغيرهم من كتائب إذا حررت مكانًا فعلى الجميع احترام سلطانها على الأماكن التي حررتها ولها سلطان عليها ويكون التعاون بين جميع المجاهدين على البر والتقوى وعلى نصرة الجهاد وأهله.

ودعت الدراسة إلى السعي للتواصل مع علماء وشيوخ ودعاة الأمة داخل وخارج العراق والشام الذين ليس لهم انتماء لجماعة بعينها في الشام، ويؤمنون فقط بنصرة الحق والوقوف مع المظلوم على أن يتوافر فيهم العلم الشرعيّ والحكمة وحنكة التجربة وصفاء النفس وحسن السيرة.
الجريدة الرسمية