عادات أهالي سيناء في رمضان.. الإفطار أول أيام الشهر بالدواوين والمقاعد.. جلوس الأكبر فالأصغر على المائدة.. الأطفال يتقدمون للموائد بعد انتهاء الكبار.. ووضع اليد اليسرى خلف الظهر أثناء تناول الطعام
لشهر رمضان الكريم قدسية لدى أهل سيناء، فرمضان لدى أهل سيناء يعد شهر الكرم والجود، وشهر نبذ الخلافات القبلية جانبًا، ونشر المودة والرحمة، وهناك بعض العادات والتقاليد التي يتبعها أهالي سيناء خلال الشهر الكريم.
إفطار جماعي بالدواوين
ومن العادات الجميلة ببادية سيناء الإفطار الجماعي في الدواوين والمقاعد، والذي لابد أن يكون أول يوم للإفطار أن يحضره أبناء العائلة كلهم، ولا يسمح فيه بالتخلف إلا لأعذار المرض أو السفر، فالرجال يتناولون إفطارهم في المقاعد، والنساء يتناولن الإفطار في المنازل، ويعد كل فرد من أفراد العائلة إفطاره من منزله قبيل المغرب، وبعد صلاة المغرب يبدأ في تناول إفطاره هو وأولاده ثم يتوزعون على الموائد لمباركة الطعام، وهذه العادة عند بدو سيناء فيها تنوع للطعام الذي يقدم، فإن كان هناك ضيف أكل من الطعام الذي يفضله ويعجبه دون حرج.
"آداب تناول الطعام"
ولتناول الطعام في بادية سيناء آداب وعادات وتقاليد يلتزم بها الجميع فالأكبر سنا هو الذي يجلس أولا على المائدة، ثم الأصغر سنا، حتى يكتمل العدد المناسب حول المائدة، وبالطبع فإن الضيف يتم تقديمه على الجميع، والأطفال والصبيان لا يتقدمون إلى المائدة إلا بعد فراغ الكبار من الطعام، والأكل يكون مما يليه، ولا يمد البدوي يده أمام غيره، وعدم أكل الفضلة "بواقي الطعام" لأنها في العرف البدوي من صفات الحيوان، والبدوي يأكل الطعام بيده اليمنى ولا يستخدم اليسرى في الأكل لأي سبب من الأسباب، بل إن هناك بعض العادات لقبائل بدوية تفرض وضع اليد اليسرى خلف الظهر عند تناول الطعام، وألا يصدر أي صوت من عملية الأكل والمضغ.
ويحرص المحلي "صاحب المنزل أو الديوان" على تقطيع اللحوم أمام الضيوف وحثهم على الأكل وعدم القيام قبله من على مائدة الطعام، حتى لا يحرج الضيف، ومضغ الطعام على جانب واحد، وألا توضع كمية كبيرة من الطعام في الفم، وعدم أكل الكراش والرأس والأرجل من الذبائح، حيث تعير العرب "القبائل" من يأكلها، وعدم مص العظام، وعدم القيام من على المائدة والفم مملوء بالطعام، وعدم نثر الطعام العالق باليدين بعد الفراغ من الأكل بل يلعق الطعام من على الأصابع، وعند فراغ الضيف من الطعام عليه الدعاء لأهل المكان.
