رئيس التحرير
عصام كامل

"الغدوة الطويلة" آخر طقوس البدو قبل صيام رمضان

أبناء القبائل البدوية
أبناء القبائل البدوية - صورة أرشيفية

يقوم أبناء القبائل البدوية بشبه جزيرة سيناء، في اليوم السابق لأول أيام رمضان "المتمم لشهر شعبان"، بتناول الطعام الدسم خلال وجبة الغداء، وتسمي لدى أهل الصحراء "الغدوة الطويلة".


والغدوة الطويلة عادة ما تتكون من اللحوم أو الدجاج، حيث يقوم البدو بتقطيع الخبز إلى قطع صغيرة وتسقيته بالمرق ثم يوضع عليه طبقة من الأرز وفوقها يوضع اللحم أو الدجاج، وتسمي "الفتة" لدى قبائل سيناء.

ومع مغيب شمس يوم المتمم لشهر شعبان يوقد أبناء سيناء النار في المقاعد والدواوين وتوضع فيها بكارج (جمع بكرج وهو الإناء الذي يصنع فيه الشاي والقهوة)، ويستمر شرب الشاي والقهوة حتى موعد صلاة العشاء، وصلاة التراويح والتي يصليها بدو سيناء في عشرين ركعة، وبعد صلاة التراويح تقام حلقات الذكر، بإقامة حلقة دائرية من وضع الوقوف بالمسجد، ويجلس في وسطها المرضي وغير القادرين على الوقوف، ويذكرون الله لمدة تقترب من نصف الساعة، ليعود الجميع بعدها إلى الديوان أو المقعد؛ للتسامر وشرب الشاي والقهوة حتى موعد السحور.

فالسحور لدى أهل الصحراء بسيناء، عبارة عن الخبز الطازج الذي يسوي تحت الجمر ويدفن في الرمال الساخنة "يسمي لدى أهل الصحراء باللبة أو القرص"، مفتتًا في اللبن الرايب، وموضوعًا عليه السمن، مطلقين عليه "المرققة" وهي من أفضل الطعام لدى البدو، وإن كان كثير من العائلات والقبائل يتسحرون في الوقت الحالي كغالبية أهل مصر.

وتقوم بعض الدواوين والزوايا المجاورة للمساجد داخل التجمعات القبلية بفرض غرامة على المتخلفين عن صلاة الفجر خاصة في رمضان عن طريق دفع مبلغ مالي يوضع في صندوق بمعرفة شيخ القبيلة ويتم توزيعه على الفقراء قبيل نهاية رمضان، أو عن طريق غرامة عينية؛ مثل إحضار كيلوجرام من السكر والشاي لاستخدامه في الديوان من أجل المحلية "أصحاب الديوان" أو الضيوف.
الجريدة الرسمية