إجازة إجبارية للقضاء العرفي بشبه جزيرة سيناء خلال رمضان
القضاء العرفي هو الذي ينظم حياة البدو بشبه جزيرة سيناء وبالمحافظات التي توجد بها قبائل بدوية وهو منقول لا مكتوب يتوارثه الأبناء عن الآباء والأجداد.
والقضاء العرفي له قواعد وأصول يعرفها القاصي والداني من سكان الصحراء ببادية سيناء، لا يستطيع أحد أن يحيد عنها أو يتجاوزها، فقد توارثتها الأجيال كابر عن كابر.
يقول الباحث في التراث السيناوي، حسن سلامه: إن القضاء العرفي يحصل إجازة إجبارية طوال شهر رمضان المبارك في صحراء سيناء، وأي جلسات عرفية يتم تأجيلها لما بعد الشهر الكريم، وبعد الستة البيض التي يقوم أهل بادية سيناء بالبدء في صيامها ثاني أيام عيد الفطر المبارك.
وأضاف سلامة: أن العقوبات في الاعتداء على الغير وأكل الحقوق خلال شهر رمضان مغلظة لعظمة هذا الشهر، فالحق الذي تصدره المحاكم العرفية التي تعقد بعد رمضان، لاعتداءات وقعت في شهر رمضان تكون مربعة" أي أربعة أضعاف"، فإذا حكمت المحكمة العرفية بغرامة تعادل مثلا ألف جنيه يقوم الجاني بدفعها أربعة آلاف جنيه، ما لم يتنازل المجني عليه عن حقه إكرامًا للحاضرين.
وتابع سلامة: أنه في حالات القتال والشجار في بين القبائل والأفراد في شهر رمضان، يتم إعطاء الطرف المجني عليه عطوة "وتعني هدنة بين الطرفين دون قتال" للفصل في المشكلة من خلال المحكمة العرفية عقب الشهر الكريم، والعطوة لا تعطي نهارًا والناس صيام، بل تعطي ليلا بعد الإفطار.
وأشار سلامة إلى أن لشهر رمضان الكريم قدسية لدى أهل الصحراء بشبه جزيرة سيناء، فرمضان لدى أهل سيناء يعد شهر الكرم والجود، وشهر نبذ الخلافات القبلية جانبًا، وشهر المودة والرحمة.. حيث يعد توقف التقاضي في رمضان ونبذ الخلافات القبلية والحياتية من العادات الجميلة لبدو سيناء.
