رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الذكرى السابعة لوفاة "أشرف مروان".. القضاء البريطاني يؤكد انتحاره والشهود يشككون.. زوج نجلة عبد الناصر قاد ثورة التصحيح فى عهد السادات.. وخدع الإسرائيليين عدة سنوات قبل حرب أكتوبر

أشرف أبوالوفا مروان
أشرف أبوالوفا مروان

في أيام حرب أكتوبر ظهر العديد من الأبطال الذين لم نعرف عنهم شيئا مطلقا والدور العظيم الذي قاموا به في تضليل الجيش الإسرائيلى وخداعه حتى تمكنت القوات المسلحة آنذاك من العبور وتحقيق الحلم، وكان من بين هؤلاء رجل الأعمال أشرف مروان.

أشرف مروان (أشرف أبوالوفا مروان) هو رجل أعمال مصري مولود في 2 فبراير 1944 وهو زوج منى جمال عبدالناصر، ابنة الرئيس عبدالناصر وكان والده ضابطا كبيرا بالجيش المصري، هو اللواء أبوالوفا مروان الذي تولى إدارة سلاح الحرب الكيماوية قبل أن يخرج للتقاعد ويتولى شركة مصر للأسواق الحرة.

حصل مروان على بكالوريوس العلوم من جامعة القاهرة في 1965، ثم الدكتوراه في نفس التخصص من جامعة لندن في 1974، والتحق بالقوات المسلحة منذ 1965، وعمل بالمعامل المركزية للقوات المسلحة ثم مساعدًا لجمال عبدالناصر.

وفي 1970 أصبح المستشار السياسي والأمني للرئيس الراحل أنور السادات وقد رأس الهيئة العربية للتصنيع بين 1974 و1979 ومثل زواجه من منى ابنة عبدالناصر بداية ظهور له في الحياة العامة في مصر، وبعد وفاة عبدالناصر في سبتمبر 1970 كان من الداعمين السادات ومن رجاله وكان موضع ثقة من السادات الذي عيّنه سكرتيرا خاصا لشئون المعلومات في 13 مايو 1971.

بطل ثورة التصحيح
وحين بدأت ثورة التصحيح، التي لعب فيها مروان والفريق الليثي ناصف قائد الحرس الجمهوري آنذاك الدور الأكبر في تصفية خصوم السادات، وكان مروان بعد تقاعده قد توجه إلى بريطانيا كرجل أعمال إلى أن توفي في 27 يونيو 2007 إثر سقوطه من شرفة منزله في لندن.

القضاء يؤكد انتحاره
وفي يوليو 2007 أكد القضاء البريطاني انتحاره ونفى وجود شبهه اغتيال أو قتل عمد، وعلى جانب آخر اهتمت الصحف العبرية اهتمامًا كبيرًا بوفاة مروان واتهامه بأنه عميل مزدوج وكتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن هناك غموضًا يكتنف وفاة مروان، الذي وصفته بأنه كان عميلا مزدوجا ما بين المخابرات المصرية والإسرائيلية، وأنه كان يخشى على حياته منذ أن كشفت إسرائيل عام 2003 أنه عميل كبير للموساد.

وذكرت بعض الصحف أن "إيلي عيزرا" رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي أثناء حرب أكتوبر 1973 وكبار قادة الموساد في ذلك الوقت والشاباك اعتبروا أن أشرف مروان كان عميلا مزدوجا، وأنه سبب إخفاقا تاما وكبيرا لمؤسسة الموساد، لكنّ هناك منتقدين لهذا التوجه قالوا إنه لا يوجد أساس لهذه النظرية.

وكتبت صحيفة "معاريف" آنذاك أن أشرف مروان عميل مزدوج، وأيا كانت الأسباب وراء موته فإنه ترك بقعة سوداء تلوث تاريخ الجاسوسية في إسرائيل بعد أن خدعها وجعل من هذه المؤسسة أضحوكة.

وآخر هذه الحقائق التي أكدت نجاح مروان في خداع الموساد الإسرائيلى، نشرتها صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية بعد ظهور كتاب جديد في إسرائيل تحت عنوان "الملاك أشرف مروان.. والموساد ومفاجأة حرب يوم الغفران".

وهو كتاب لأستاذ العلوم السياسة بجامعة حيفا يورى بار يوسف، الذي تناول فيه علاقة د.أشرف مروان صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مع جهاز الموساد الإسرائيلى الذي أطلق على مروان اسم العميل "الملاك" في الفترة التي سبقت وأعقبت حرب أكتوبر.

لم يكن عميلا مزدوجا
أكد الكتاب أن مروان لم يكن عميلا مزدوجا يجمع المعلومات لصالح إسرائيل، ولكنه كان في الأصل يعمل لحساب مصر بنفس التوقيت، ويزود الموساد الإسرائيلى بمعلومات حقيقية موثوق في صحتها، كجزء من خطة الخداع الإستراتيجي الذي كان ينفذها بتعليمات مصرية لإنجاح عمله مع الموساد، حتى أنه أمدهم في يوم 4 أكتوبر 1973، باستعداد مصر لشن حرب قريبة على إسرائيل، ولكن دون أن يحدد متى، وهى المعلومة التي لو استغلها الموساد والقيادة السياسية ممثلة في جولدا مائير والقيادة العسكرية ممثلة في وزير الدفاع آنذاك موشى ديان، لكانت تغيرت معالم حرب أكتوبر بين مصر وإسرائيل.

وذكر الرئيس الأسبق حسني مبارك أن مروان كان وطنيا مخلصا وقام بالعديد من الأعمال الوطنية لم يحن الوقت للكشف عنها، مشددا على أنه لم يكن جاسوسا لأي جهة على الإطلاق، ونفى مبارك أن يكون مروان أبلغ إسرائيل بموعد حرب أكتوبر.

وفاة غامضة
ذكرت التحقيقات أن أشرف مروان حين سقط من الشرفة قد صرخ، والمعروف أن المنتحر لا يصرخ كما شهد البعض أنه كان يتكلم مع البعض قبل سقوطه، وأنه لو كان انتحر لوجدت جثته تحت الشرفة مباشرة ولكن جثته كانت بعيدا عن المكان الذي يقع أسفل الشرفة، فضلا عن أنه كان يعد العدة للسفر إلى الولايات المتحدة ثم إلى مصر ليستقر بها.
Advertisements
الجريدة الرسمية