رئيس التحرير
عصام كامل

علم مصر


أيها الخفاق في مصر الهوي أنت رمز المجد عنوان الولاء 
نفتدي بالروح ما ظللته ويحني فيك روح الشهداء 
هذه كلمات نشيد العلم التي تغني بها الموسيقار محمد عبد الوهاب من كلمات أحمد رامي تذكرتها حين ارتفعت أعلام مصر في كل مكان لتعبر عن الفرحة والانتصار للشعب المصري على قوي الظلام والإرهاب واختيار رئيسه، جاء ذلك متزامنا مع صدور قانون يجرم إهانة العلم المصري ثم تبعه توجيه حكومي برفع العلم فوق جميع المؤسسات الحكومية والرسمية.

ودراسة تاريخ الإعلام وأنواعها هي علم يسمي vexillology وتشير الدراسات أن أول من رفع العالم في التاريخ هم قدماء المصريين منذ ستة آلاف عام حين رفعت السفن المصرية صاري للعلم تميز قمته نموذج لطائر أبومنجل «ibis» - كما ذكرت الأعلام في التوراة- وكان صاري العلم يرمز للقوة والانتصار والعلامة على قمته نوع من التعاويذ.

ورفعت القوات الفرنسية أيام نابليون الأول علمًا زينت قمة صاريه بنسر ذهبي، أما اليونانيون فوضعوا كرة أسفلها قضيب أفقي وكلل الرومان القمة بتنين يمر الهواء بين فكيه فيصدر صوتا يلقي الرعب في قلوب الأعداء، أما الأعلام بصورتها الحالية فقد بدأت في القرن السادس عشر حين كان العلم الفرنسي باللونين الأزرق والأبيض والعلم الإنجليزي باللونين الأحمر والأبيض والبرتغال بالأخضر والأبيض.

وقد بدأ التعلق الوطني والعاطفي للعلم عندما أصبح رمزًا للدولة خاصة في الصراعات الدولية في أوربا وكذلك الثورات مثل الثورة الفرنسية والأمريكية وأصبح من البديهي أن تنعكس الاتجاهات الفكرية لأي دولة على شكل العلم وصار من الممكن تتبع التطور الأيديولوجي والسياسي لأي دولة من دراسة شكل إعلامها على مر السنين.

وإذا نظرنا إلى أعلام الدولة عامة فسنجد أن الغالبية الكبري تتمتع بثلاثة خطوط بثلاثة ألوان طولية أو عرضية -فمثلا الثلاث خطوط الطولية تميز أعلام إيطاليا وفرنسا وكندا والمكسيك وفينيا وساحل العاج- الخ.. أما الخطوط العرضية فنجدها في إعلام بوليفيا والأرجنتين وبلغاريا وهولندا واليمن والنمسا وكذلك أعلام مصر وسوريا وليبيا والعراق ولبنان وإيران والكويت.

ووسط كل هذه الاشكال والألوان المتقاربة لا يمتاز إلا علمان بمحتوى يعبر عن شعار الدولة وهما لبنان بشجرة الأرز وإسرائيل بنجمة داود.

وعلي العموم لكي يكون علم أي دولة مؤثرا ومميزًا فلابد أن يكون بسيطا مع ألوان حادة.. وإذا احتوي هذا العلم على رمز يشير إلى تاريخ هذه الدولة أو أحد معالمها الجغرافية أو العمرانية الخارقة أو الطبيعية فإن هذه العلم سيصرخ ليقول: أنا علم دولة كذا.
وبالنسبة لمصر، فبعد ثورة ١٩٥٢ استبدل العلم القديم بالعلم الجديد بألوانه الثلاثة الأحمر والأبيض والأسود مع نسر ذهبي في الوسط، ثم أصبح علما لسوريا وليبيا عام ١٩٧٢.

وفي هذا الصدد، وحيث إن مصر تعتز وتملك واحدة من أعاجيب ومعجزات العالم وهي الأهرامات الثلاثة، فأرجو السماح لي باقتراح أضعه أمام المسئولين وأمام الشعب وهو وضع الأهرامات الثلاثة في أي مكان في العلم.. في الركن الأعلي الأيمن أو الأيسر.. وهي إضافة مميزة لمصر بحيث إن رفع العلم في أي بقعة من العالم وفي أي مناسبة وسط مئات الأعلام في المهرجانات الأولميبية أو الكروية.. فسيكون من السهل على أي رجل أو امرأة أو طفل مهما كانت جنسيتهم أن يقول هذا علم مصر وأن مصر متواجدة في هذا المضار.. لأن حضارة مصر القديمة هي أول الدروس التي تعطي للأطفال في مدارس العالم.. وسيكون أيضا تذكرة بآثار مصر ويمكن أن يشجع السياحة التي هي مستقبل مصر.
الجريدة الرسمية