الشرطة النسائية في خدمة الشعب.. المرأة تقوم بأدوار أمنية رئيسية في البلدان العربية.. شاركت في تأمين العملية الانتخابية.. استحداث أقسام لمكافحة العنف والتحرش.. والعادات والتقاليد تواجهها
أكد تقرير صدر عن المركز الإقليمي للدراسات في مصر، أن النساء العربيات اتسعت أدوارهن الأمنية داخل أجهزة الشرطة في بلدان مختلفة، رغم وجود صعوبات مجتمعية تعرقل مهامهن الجديدة.
وبحسب التقرير فإن النساء يقمن بأدوار أمنية رئيسية في بلدان عربية عديدة؛ منها مصر والأردن والبحرین والإمارات والیمن ولبنان والجزائر والمغرب والسعودیة والكویت والأراضي الفلسطینیة.
مهام الشرطة النسائية
كما تتعدد وتتنوع مهام قوات الشرطة النسائیة في المنطقة العربیة، لتشمل مسئولیات حفظ الأمن العام من جانب، والمسئولیات المجتمعیة والإنسانية من جانب آخر، إذ یأتي في مقدمة تلك المهام مراقبة الأخلاقیات والسلوكیات المجتمعیة، ما تسبب في انتقادات عديدة، مثل حالة المغرب؛ إذ انتشرت في الشوارع المغربیة، خاصة في مراكش، في أواخر مایو 2014، شرطة نسائیة بملابس مدنیة تهدف إلى مراقبة الأخلاقیات، ومحاربة الفساد، وهو ما اعتبرته منظمات حقوقية يتعارض مع الحريات الشخصية.
تأمين الانتخابات
ومع تسارع وتیرة وكثافة العملیات الانتخابیة في المنطقة العربیة، ظهر دور جدید للشرطة النسائیة تمثل في تأمین وتسهیل سیر الإجراءات الانتخابیة، لا سیما في اللجان النسائیة، فاعتمدت الشرطة المصریة على عناصر الشرطة النسائیة في تأمین الانتخابات الرئاسیة التي أجریت یومي 26 و27 مایو الماضي، وهو ما يتكرر بانتظام في انتخابات مجلس الأمة الكويتي أيضًا على مدى سنوات.
أقسام للشرطة النسائية لمكافحة العنف والتحرش
كما خصصت الشرطة المصرية أقسامًا شرطية جديدة الأربعاء الماضي، لمكافحة العنف ضد المرأة، والتحرش، واعتمدت تلك الكيانات الجديدة على شرطيات بنسبة كبيرة.
كما تلعب الشرطة النسائیة دورًا أكبر في التحقیق في القضایا التي تخص النساء والأطفال في العدید من الدول، خاصة الإمارات العربیة المتحدة وقطاع غزة، فللإمارات تجربة رائدة تمثلت في تشكیل مجلس الشرطة النسائي في إمارة دبي، والذي یتكون من 15 عضوًا من العنصر النسائي.
بالإضافة إلى ممثلات من المجتمع المدني، واهتمامه ينصب في الأساس على القضایا المجتمعیة، خاصة قضایا النساء والأطفال، وفي قطاع غزة، تعمل نحو 200 شرطیة من جنوب القطاع وحتى شماله للتحقیق في القضایا الخاصة بالنساء.
صعوبات تواجه عمل الشرطة النسائية
وعلي الرغم من اتساع مهام الشرطة النسائية، فإنها تواجه عراقيل متنوعة؛ منها العادات والتقالید المجتمعیة والثقافیة، فیمثل الموروث الثقافي والحضاري للدول العربیة حائلًا أمام تطور دور الشرطة النسائیة.
إذ یتأسس هذا الموروث على نظرة ذات طبیعة فوقیة للرجل تجاه المرأة وعملها، وبالتحدید تجاه العمل في جهاز الشرطة، باعتبارها غیر قادرة على أداء هذا الدور، ومن هذا المنطلق تظهر، في بعض الأحیان، توجهات منادیة بضرورة إیقاف عمل المرأة في جهاز الشرطة.
ومن بين الصعوبات أيضًا، البیئة السیاسیة والأمنیة المضطربة، فمع اندلاع الموجات الثوریة في الدول العربیة تغيرت طبیعة الجرائم التي تقوم أجهزة الشرطة بمكافحتها؛ فتزایدت معدلات جرائم الإرهاب والبلطجة بشكل كثیف، ما جعل البیئة السیاسیة والأمنیة والاجتماعیة أكثر اضطرابًا من ذي قبل.
ووصل الأمر في بعض الأحیان إلى خروج بعض المناطق عن سیطرة الدولة، وهو ما انعكس بشكل مباشر على توافر بیئة عمل أكثر قسوة وصعوبة، وهو ما یمثل عاملا معرقلا للعمل الشرطي النسائي.
تعيين الشرطيات في مهام خاصة
ویبدو أن ذلك ھو ما دفع عددًا من الدول العربیة إلى تعیین الشرطیات في مهام خاصة، على غرار التوعیة المروریة في الأردن، وتأمین الانتخابات في مصر، والمطارات في الیمن ومصر، وذلك دون إدماجهن في مجالات صعبة مثل مكافحة الإرهاب والجرائم الجنائیة.
التنبؤ بزيادة الاعتماد عليها مستقبلا
لكن على الرغم من وجود تلك العقبات، فإن التقرير تنبأ بزيادة الاعتماد على الشرطة النسائیة في المستقبل، خاصة في ظل محاولة النظم الحاكمة توفیر فرص وبرامج تدریب على مستوى عال.
