رئيس التحرير
عصام كامل

"الثقافة" وزارة حيرت محلب.. الاستقرار على جابر عصفور خلفا لعرب.. أعباء وهموم تنتظر الوزير الجديد.. الاهتمام بالوعي المجتمعي على رأس أولوياته.. ومقال الأهرام يحل لغز الرؤية المستقبلية

جابر عصفور وزير الثقافة
جابر عصفور وزير الثقافة الجديد

بنظرة إلى الوراء عقب الإطاحة بحكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك تولى الدكتور جابر عصفور منصب وزير الثقافة، خلفًا للفنان فاروق حسني، لمدة لم تزد عن عشرة أيام، ليقدم بعدها استقالته نظرًا لظروفه الصحية.


واليوم يتولى عصفور الوزارة بعد الإطاحة بحكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وانتخاب المشير عبد الفتاح السيسي رئيسًا للجمهورية، خلفًا للدكتور محمد صابر عرب، الذي تولى الوزارة أربع مرات من قبل لم يحقق فيها شيئًا ملموسًا للوزارة.

بالطبع العشرة أيام التي تولى فيها عصفور الوزارة من قبل ليست كافية للحكم على كفاءته، ومدى تمكنه من حل المشكلات والهموم والأعباء التي تواجهه في الوزارة التي مثلت صداعًا لمحلب منذ أول يوم له كرئيس للوزراء.

وقال عصفور في أول تصريحات له عقب توليه الحقيبة الوزارية لـ"فيتو": إن أولى خطواته والآليات التي سيتخذها لتطوير وزارة الثقافة هي ما ذكره في مقاله المنشور مؤخرًا بجريدة الأهرام تحت عنوان "تطوير المنظومة الثقافية للدولة".

ويتضمن مقاله أن البداية هي الاهتمام بالوعي المجتمعي، الذي يرادف الثقافة بمعناها الواسع الذي يتغلغل ويؤثر في كل جانب من جوانب المجتمع، ابتداء من كيفية احترام وسائل النفع العام وانتهاء بكيفية إدراك الجمال وتذوق الفن الرفيع.

ويتطرق إلى أهمية التعليم وبعده يأتي الإعلام الذي أضعف ما فيه هو ما تشرف عليه الدولة وتعشش فيه البيروقراطية مع غياب روح المنافسة المهنية والعدل في الإثابة والمعاقبة.

بنظرة إلى تاريخ عصفور نجده مؤسسا للمركز القومي للترجمة، وتولى منصب أمين عام المجلس الأعلى للثقافة منذ 24 يناير 1993 حتى مارس 2007، وعمل بالسلك الأكاديمي بكلية الآداب جامعة القاهرة منذ عام 1966، عين معيدًا بقسم اللغة العربية بالكلية في 19 مارس 1966، كما ترأس قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة من 19 مارس 1990 إلى فبراير 1993.

كما أن عصفور عضو في لجان جوائز عربية وهي جوائز الدولة التشجيعية مصر، وجائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي الكويت، وجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية الإمارات.

وعمل مستشار تحرير لعدد من المجلات منها المهد، والأردن، وألف، والجامعة الأمريكية، والقاهرة، وعالم الفكر، ووزارة الإعلام، والكويت، ومجلات كلية الآداب، وجامعة صنعاء واليرموك والكويت وبغداد والرياض والإمارات، كما أنه عضو بالمجلس القومي للمرأة، واتحاد كتاب مصر، وعمل سكرتيرا عاما للرابطة المصرية لاتحاد كتاب آسيا وأفريقيا بالقاهرة.

ومن مؤلفات عصفور الصورة الفنية في التراث النقدي والبلاغي، مفهوم الشعر: دراسة في التراث النقدي، المرايا المتجاورة.. دراسة في نقد طه حسين، الإحيائية والإحيائيون، قراءة التراث النقدي، التنوير يواجه الإظلام، محنة التنوير، دفاعًا عن التنوير.. وغيرها.

ولم يكتف عصفور بكتاباته ومؤلفاته والبحوث التي أعدها ومقالاته التي تنشر بشكل دوري في جريدة الأهرام، فقام بالترجمة ومن الأعمال التي ترجمها عصر البنيوية من ليفي شتراوس إلى فوكو، والماركسية والنقد الأدبي، واتجاهات النقد المعاصر، والنظرية الأدبية المعاصرة رامان سلدن ترجمة جابر عصفور.

حصل على عدد من الجوائز منها أفضل كتاب للدراسة النقدية من وزارة الثقافة، وأفضل كتاب في الدراسات الأدبية من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وأفضل كتاب في الدراسات الإنسانية من معرض الكتاب الدولي، والوسام الثقافي التونسي من رئيس جمهورية تونس، وجائزة سلطان بن علي العويس في حقل الدراسات الأدبية والنقد، ودرع رابطة المرأة العربية، وجائزة القذافي العالمية.

وتتجه عيون المثقفين الآن نحو وزارتهم خصوصا أن عصفور جاء خلفًا لعرب الذي تولى الوزارة أربع مرات، وكانت المحصلة "صفر" مما جعل شخصيته غير محبوبة في أوساط عدد كبير من المثقفين الذين واجهوا توليه آخر مرة بالنفور معبرين عن ضجرهم كأن الوزارة أصبحت حكرًا عليه.

كانت الوزارة في الحكومة السابقة بمثابة الصداع في محلب بعد أن طرح اسم أسامة الغزالي حرب ليقابله المثقفون بالرفض الشديد فهو سياسي وليس من طائفة المثقفين، بعد طرح محلب اسم الفنان محمد صبحي والذي رفض المهمة ليستقر الحال بمحلب على أن يترك "عرب" في منصبه بالرغم من احتجاج عدد كبير من المثقفين وقتها.

وهذه المرة وبعد أن ترددت أنباء عن استمرار عرب وأنباء عن تولي الدكتورة إيناس عبد الدايم، رئيس دار الأوبرا المصرية، وأحمد المسلماني، المستشار الإعلامي لرئاسة الجمهورية، يأتي الدكتور جابر عصفور وزيرًا للثقافة، ليحمل المثقفون عليه هموم وأعباء هذه الوزارة التي تعد أساس النهضة في المرحلة القادمة.
الجريدة الرسمية