رئيس التحرير
عصام كامل

مبادرات كثيرة للقراءة والمحصلة «صفر».. ريم خيري شلبي: «العيب على المسئولين».. مكاوي سعيد: قصور الثقافة أصبحت أماكن لـ«الدواجن والماشية».. وصلاح عيسى: المشكلة تكمن في ارتف

الكاتبة ريم خيري
الكاتبة ريم خيري شلبي

في الوقت الذي تدشن فيه عدد من المؤسسات المصرية مبادرات للتشجيع على القراءة والثقافة من أجل مواجهة الجرائم وخلق مجتمع واع، تقل نسبة القراءة في مصر والعالم العربي، بالرغم من وجود عدد كبير من المبادرات التي تشجع على القراءة، ومنها «بيت الرصيف»، ومركز «شبابيك» بالمقطم، واللذان يمنحان استعارات مجانية، إلى جانب مؤسسة «جزازي» التي ترفع شعار «اقرأ كتابًا واحصل على كوب مجاني من القهوة»، كما أن مكتبة السفارة الأمريكية تتيح عددا كبيرا من الخدمات بالمجان.


تحدثت «فيتو» إلى عدد من المثقفين للتعرف على أسباب قلة القراءة في مصر، ومدى جدوى هذه المبادرات التي بدأت في الانتشار بعد الثورة المصرية.

العيب على المسئولين
قالت الكاتبة ريم خيري شلبي، ابنة الروائي الراحل خيري شلبي، إن عدم معرفة المواطنين بأماكن القراءة المجانية تقع على عاتق المسئولين، وهي ليست مشكلتهم، مضيفة أن ظاهرة القراءة المجانية مقتصرة على أماكن معينة، مثل المعادي والزمالك، وهو ما اعتبرته خطأً، متمنية عودة ظاهرة سيارات مكتبات الأسرة، والكتب التي كانت توجد في خلفية الكرسي الذي يجلس عليه السائق.

واقترحت أن يتم توفير أماكن يضع فيها كل من لديه كتاب لا يحتاجه أو فرغ من قراءته، هذا الكتاب، وعلى دور النشر التبرع بالكتب الزائدة عن حاجتها بدلًا من بيعها بأسعار زهيدة.

المشكلة بدأت مع الثمانينات:
وقال الكاتب مكاوي سعيد، إن اختفاء ظاهرة القراءة من الشوارع بدأت مع الثمانينات مع اختفاء المبادرات الثقافية وسلسلة الألف كتاب التي كانت تنظمها الهيئة المصرية العامة للكتاب.

وأضاف أن الهيئة العامة لقصور الثقافة لم تعد تقوم بالدور المنوط بها، خاصة في الأقاليم، وأصبحت قصور الثقافة أماكن لتربية الماشية والدواجن.

وذكر أن سلوك الناس الثقافي تغير ولم يعد لديهم اهتمام بالكتب، على عكس الأوربيين الذين لديهم وعي بأدب الأكثر مبيعًا، وتجدهم يقرئون كتبهم في محطات المترو، وهناك أماكن مخصصة يضع فيها القراء الكتب بعد الانتهاء منها، ليستفد منها شخص آخر، وهو ما يختفي عندنا.

وضرب مكاوي مثالًا، متحسرًا على حال القراءة: «لو تركنا شنطة فيها كتب وعدنا إليها بعد 5 أيام سنجدها مكانها فالناس تعتبر الكتب غير مهمة»، مضيفًا أن التليفزيون والإعلانات لا تهتم بالكتب.

واقترح أن يكون الحل بدورات تثقيفية للمجتمع، وأن يطلع المشاهير على محبيهم ويخبرونهم بأهمية القراءة، وتقديم حوافز للقراء والمبدعين.

ارتفاع أسعار الكتب
من جانبه، قال الكاتب والمؤرخ صلاح عيسى، إن الظواهر الثقافية التي تشجع على القراءة مثل «باريس تحب أكشاشها» و«القراء لا يسرقون» في جامعة كامبريدج هي تقاليد أوربية خالصة، وعندنا القراء وغير القراء يسرقون المكتبات.

وأرجع عيسى أن قلة نسبة القراء تعود إلى ارتفاع أسعار الكتب على معظم الفئات الاجتماعية والتي تتراوح ما بين 20 إلى 50 جنيهًا، إلى جانب انتشار الأمية، ومنافسة التليفزيون والإنترنت والذي أضحى إحدى الوسائل المهمة في القراءة.

وأضاف: «لكن هذا لا يمنع أن لدينا خدمات مكتبية جيدة بالنسبة لعدد القراء تقدمها الدولة، فهناك مكتبات موجودة في الريف أسسها صندوق التنمية الثقافية ودار الكتب»، موجهًا التحية للدور الذي تلعبه مكتبة الأسرة والهيئة المصرية العامة للكتاب والهيئة العامة لقصور الثقافة.
الجريدة الرسمية