رئيس التحرير
عصام كامل

مناظر مؤذية


لتسمح لي روح الساخر الراحل فكري أباظة في استعارة هذا العنوان الذي كان يكتبه في مجلة المصور «مناظر مؤذية» وكان يرصد فيه ما كان لا يعجبه في المجتمع.. ولعل انضباط الشارع وعودة المظهر الحضاري له يكون الشاغل للسيد الرئيس السيسي، خاصة ما ألقي عليه الضوء في هذه السطور علمًا وأنه يمكن إصلاحه في يوم واحد وهو الرصيف وحالته المزرية.. بلاط مكسر ورقع كثوب المهرج كل بلاطة لون وحجم مختلف، لكن أين هو الرصيف؟ 

لقد شغله الباعة الجائلون.. وسيدات ريفيات يضعن "مشنات "الفاكهة والخضار وتجلس وراءه حاملة طفلًا يقضي حاجاته بدون نظافة وبنفس اليد التي تحمله تتعامل مع ثمرات الفاكهة.. أما المحال لقد ضاق بها محتواها فنشرته على الرصيف بكامله.. والمقاهي نشرت مقاعدها على نفس الرصيف.. ولا أبالغ إذا قلت إنها تزحف بهذه المقاعد لتحتل نصف نهر الطريق.. إذا فالرصيف اختفي ونهر الطريق انتهك.. لتكون النتيجة أن يسير الخلق في نهر الطريق بين السيارات ليتعرض الكثير منهم لمخاطر الاصطدام أو الاحتكاك بهذه السيارات، وهذه السيارات أيضا تسير ببطء شديد وغالبا ما يتوقف المرور.. خاصة إذا حاول قائد أي سيارة السير عكس المرور.

لينزل أي مسئول إلى ميدان الجامع وشارع هارون الرشيد بمصر الجديدة ليري هذه الصورة وهي طبق الأصل لما يحدث في جميع شوارع وأرصفة القاهرة وهل يخلو هذا التسيب من آثار نفسية وحضارية وأخلاقية سلبية؟ هذا بخلاف تكدس محال الفاكهة والخضار والزبالة والذباب.

إن ما يحدث في الشارع المصري والرصيف ليس مسئولية وزير الداخلية الذي يكفيه ما يقع على عاتقه من مسئوليات لكن هي مسئولية المحافظ وبالتحديد الأحياء.. فأين رئيس الحي من هذا التسيب وأين هم رجاله.. إنهم قابعون خلف مكاتبهم بالتأكيد لأنه لو أحد منهم نزل إلى الشارع وشاهد هذه المخالفات لكان عليه التصرف السريع خاصة وأن شرطة المرافق تساعده.. لكن غالبا أنه سيري هذا المشهد ولا يتصرف.. لكن الصورة ستختلف بالتأكيد في عهد الرئيس السيسي.
الجريدة الرسمية