صناعة «الفخار» تتعرض للانهيار في قرية «جريس» بالمنوفية.. مهنة «الحرفيين» تواجه الزمن وتكنولوجيا المستقبل..عبد الله: الإقبال عليها ضعيف وأجدادنا فتحوا بيوتهم منها..وعلي: م
حالة من الركود تعيشها صناعة الفخار بمحافظة المنوفية والتي تشتهر بها عدد من قراها وما بين الصراع والمواجهة للتقنيات الحديثة التي من الممكن أن تعصف بها ورصدت «فيتو» هذه الصناعة عن قرب.
تشتهر المنوفية، بجانب كونها من أكبر المحافظات الزراعية بمصر، بوجود بعض الصناعات الحرفية بها، ومن أشهرها «الفخار» والذي اشتهرت به تحديدًا قرية "جريس" بمركز أشمون.
وفى قرية جريس التابعة لمركز أشمون بالمنوفية والتي يصل عدد سكانها إلى 30 ألف نسمة، ويعمل نحو 10% من أبنائها في صناعة الفخار بجانب الزراعة إلا أن تلك المهنة تراجعت بعد التطور الملحوظ في الاختراعات واستبدال البعض الأواني الفخارية بالألومنيوم والزجاجات.
«فيتو» التقت مع عدد من الصناع بهذه المهنة، ونبدأ بـ " شعبان عبد الله " والذي قال: «أعمل أنا وإخوتي في هذه المهنة مع والدنا، وهذه مهنة الآباء والأجداد منذ القدم والمنتجات التي نصنعها هي "القلل" و"الازيار" و"طواجن الطيور" و"مبخرة " أو فواحة - أطباق للحمام و"أواديس" لأبراج الحمام وكل ما يتناسب مع متطلبات الريف من منتجات الفخار، وواصل «وفي الوقت الحالى فالمهنة تعتبر مهمة وغير مهمة، حيث أصبح الإقبال على الأوانى الفخارية ضعيفا»».
ويقول محمود على (43 عاما) « هذه الحرفة هي مصدر رزقي الوحيد، وابني يعمل معي، لكنها لم تعد مجزية مثل السابق، نظرا لتكلفتها العالية، وقلة الإقبال في المقابل، بل وأصبح الإقبال يتضاءل أكثر فأكثر، أي أنها أوشكت على الانقراض مع أنها صحية أكثر لأنها تمتص الرواسب، فالفخار أفضل، وطواجن الطعام أفضل من الألومنيوم، لأن بها طبقة من الرصاص، وليس مضرا».
أما أحمد عبد الله الحاصل على ليسانس الحقوق قال " هذه المهنة لا تستلزم التخصص أو الدراسة، لأنها من أقدم الصناعات، لأن أجدادنا القدماء كانوا يعملون بها وفتحوا بيوتا من دخلهم منها، وما زالت حتى الآن سواء كانت عملا تاما منفردا أو عملا بجانب عمل آخر".
وأكد هاني عبد الكريم (مدرس) ويعمل بمهنة الصناعات الفخارية أنه يمكنه العمل فيها وقتما شاء وبأي كمية، وأنه في حال مرضه لا يمكنه استمرار العمل في هذا المجال لأنها تتطلب العمل فيها بالأيدي واللأرجل لذا فهى تعتبر مهنة شاقة، وتابع قائلًا «ورغم دخلها المحدود إلا أننا نمارسها، وأجمل ما بها أنه يغلب عليها الطابع والحس الفني ».
وأضاف قائلًا «كانت المهنة تلقى إقبالا كبيرا من الزبائن عليها وكان لا يخلو منزل من وجود منتجات وأواني الفخار، إلا أن الثلاجات والكولديرات والأشياء سريعة التحضير والتثليج هي المطلوبة حاليًا في السوق فضلًا عن غلاء أسعار "القلل" عن الزجاجات البلاستيكية بمقدار 75%، وذلك نظرا لارتفاع أسعار الخامات».
وما بين الوسائل الحديثة ولقمة العيش تواجه مهنة الفخار بمحافظة المنوفية خطر الاندثار وسط مطالب العاملين بها بحمايتهم وتحقيق آمالهم في توفير نقابة أو ناد يضمهم ويحمى حقوقهم.
