رئيس التحرير
عصام كامل

"فرج فودة" شهيد الكلمة.. رجل حارب الإرهاب بقلمه

فرج فودة
فرج فودة

تمر اليوم الذكرى الـ 22 على اغتيال شهيد الكلمة المفكر المصري فرج فودة، والذي اغتيل على يد اثنين إرهابيين من الجماعة الإسلامية في 8 يونيو 1992، هما أشرف سعيد إبراهيم وعبد الشافي أحمد رمضان، وألقي القبض على عبد الشافي والمفارقة حين سُئل عن سبب قتله قال إنه سمع فتوى للشيخ عمر عبد الرحمن بتكفير فودة ووجوب قتله لأنه مرتد، وبسؤاله أين قرأ هذا الكلام ذكر أنه لا يقرأ ولا يكتب!، وكان ذلك عقب نشر جريدة (النور) بيانًا من ندوة علماء الأزهر يكفر فودة ويدعو لجنة شئون الأحزاب لعدم الموافقة على إنشاء حزبه (المستقبل)، في 3 يونيو 1992.


مولده:
ولد فرج فودة في 20 أغسطس 1945 بمحافظة دمياط، في قرية الزرقا، والتي لها باع طويل في مواجهة إرهاب الجماعات الإسلامية؛ فهي نفس قرية إبراهيم عبد الهادي، رئيس وزراء مصر الأسبق، الذي اغتيل في عهده الشيخ حسن البنا، وقرية الدكتور رفعت المحجوب، رئيس مجلس الشعب الأسبق، والذي أغتيل أيضا على يد إسلاميين مسلحين.

مؤلفاته:
برغم قلة مؤلفاته إلا أنها كان لها صدى كبير سواء على مؤيديه أو معارضيه، فكانت كتبه التي وصل عددها إلى 12 كتابًا بمثابة سلاحه الذي يحارب فيه إرهاب الجماعات الإسلامية، ويرصد ويوثق لمخالفة أحاديثهم للدين، وينبه إلى سعيهم المستمر لتشويه صورة الإسلام، وكتبه هي: الحقيقة الغائبة، زواج المتعة، حوارات حول الشريعة، الطائفية إلى أين؟، الملعوب، نكون أو لا نكون، الوفد والمستقبل، حتى لا يكون كلامًا في الهواء، النذير، الإرهاب، حوار حول العلمانية، قبل السقوط.

مقولاته:
من أبرز مقولات فودة "لا أحد يختلف على الإسلام الدين، لكن المناظرة اليوم حول الدولة الدينية. وبين الإسلام الدين والإسلام الدولة رؤية واجتهاد، فالإسلام الدين في أعلى عليين، أما الإسلام الدولة فهو كيان سياسي وكيان اقتصادي وكيان اجتماعي يلزمه برنامج تفصيلي يحدد أسلوب الحكم." وهي الجملة التي بدأ بها مناظرة معرض الكتاب في 7 يناير عام 1992.

رحل فرج فودة شهيدًا لكلمته ولثقافته وفكره، مثلما رحل غيره دفاعًا عن الفكر في مواجهة جماعات الإرهاب، ولكن بقيت أقلامهم وكلماتهم سلاحًا مرفوعًا في وجه الجماعات المتأسلمة.
الجريدة الرسمية