رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. مراحل تطور العلم المصري.. الفراعنة أول من استخدموا الأعلام.. ومحمد على أول من رفع علمًا مستقلا لمصر.. مرور 11 مرحلة على تطوره.. العلم الحالي يرمز إلى القوة والسلام والتضحية

فيتو

تصعب معرفة متى استخدم العَلَم أول مرة، أو من أول من استخدموه تحديدا، ولكن يمكن القول: إن أصل الأعلام يرجع إلى مصر القديمة كما أن المصريين القدماء هم أول أمة في التاريخ البشرى استخدمت الرايات والأعلام كرمز وطنى لها يرمز إلى الأمة.


وتوجد في المعابد المصرية نقوش تبين استخدامهم لرايات وأعلام مصرية في الاحتفالات والحروب، غير أن الأعلام القومية بمفهومها العصري لم تظهر إلا في القرن السادس عشر.

كما تشير المعلومات التاريخية إلى أن المراكب الفرعونية المصرية التي كانت تبحر في النيل وتجوب السواحل القريبة قبل سبعة آلاف عام كانت تحمل علامات تدل على تبعيتها.

وكانت العلامة تتألف من شعار طوطمي محفور في الخشب يمثل طائر أبي منجل ويرمز إلى مقاطعة أبيس، وتحت الشعار كان يعقد شريط قماشي للتزيين، وعثر على رايات شبيهة بذلك في حضارات الرافدين وبلاد الشام، وهي ترمز إلى السلطة والغزو.

العلم المصرى مر بـ11 مرحلة للتطور والتغير منذ عهد محمد على حيث كانت بداية اختيار علم كرمز لمصر عام 1805 وصدر فرمانا بتخصيص علم يرمز إلى دولة مصر.

وكان العلم عبارة عن أرضية حمراء يتوسطها ثلاثة أهلة وأمام كل هلال نجمة ترمز إلى قارة من القارات الثلاث (أوربا وأفريقيا وآسيا) والتي حقق فيها جيش مصر بقيادة إبراهيم باشا نجل محمد على انتصارات حربية.

واستمر هذا العلم مرفوعا فوق المنشآت المصرية رمزا للأسرة العلوية حتى عام 1922 ليبدأ الحديث عن علم آخر يخص مصر بالفعل وليس الأسرة العلوية.

العلم العثمانى
وظهر علم الدولة العثمانية في أواسط القرن التاسع عشر والتي كانت مصر ولاية تابعة لها آنذاك، وكان عبارة عن علم أحمر به هلال أبيض تتوسطه نجمة سباعية بيضاء أيضا.

العلم المصري في عهد محمد على
وأثناء حكم محمد على كان العلم المصري هو نفس العلم العثماني، إلا أنه كان يحمل منذ البداية نجمة ذات خمسة أطراف لتميزه عن العلم العثماني.

ويبدو أن هذه النجمة مستمدة عن الشكل الذي عرفه المصريون منذ عصور حضارتهم القديمة، وكان هذا الفارق في عدد أطراف النجمة هو الوسيلة الوحيدة في التمييز بين سفن الأسطول المصري والتركي أثناء حصار الأساطيل الأوربية المساندة للعثمانيين ضد محمد على للموانئ المصرية.

بالإضافة إلى ذلك صنع محمد على لفرق الجيش إعلامها الخاصة، وكانت أعلامًا من الحرير الأبيض طرزت عليها آيات من القرآن الكريم وأرقام الآيات بالقصب، وكانت من مظاهر اهتمام محمد على بالعلم تم تحرير (وثيقة العلم) التي كانت تتلى عند تسلم كل فرقة من فرق الجيش لعامة.

العلم في عهد الخديو إسماعيل
اتخذ الخديو إسماعيل خطوة هائلة في طريق إيجاد علم مستقل لمصر عندما غير علم محمد على في عام 1867 واستبدل به علمًا أحمر ذا ثلاثة أهلة بيضاء أمام كل منها نجم أبيض ذو خمسة أطراف وكانت هذه الأهلة والنجوم الثلاثة ترمز إلى مصر والنوبة والسودان أو إلى انتصار الجيوش المصرية في عهد محمد على في القارات الثلاث (أفريقيا - أوربا - آسيا) واستمر هذا العلم مستخدمًا في مصر إلى عام 1882.

العلم تحت الاحتلال البريطانى
وعندما احتلت بريطانيا البلاد عام 1882 عاد العلم العثماني القديم إلى مصر ثانية وظل علمًا رسميًا لها حتى عام 1914.

وفي عام 1914 أعلنت الحماية البريطانية على مصر وأنهى ارتباطها بالدولة العثمانية، واستدعت هذه التغييرات السياسية اختيار علم خاص لمصر، فأعيد علم الخديو إسماعيل مرة أخرى كعلم رسمي لسلطنة مصر حتى عام 1923.

وكان علم الخديو إسماعيل هو الذي خرجت تحته الجماهير في ثورة 1919 المجيدة والذي لف نعوش آلاف الشهداء الذين سقطوا في الثورة برصاص الإنجليز.

وأفرزت ثورة 1919، إلى جانب العلم المصري الرسمي، العلم الذي حمل هلالًا يعانق صليبًا، والذي أصبح رمزًا لثورة 1919 التي كان شعارها ”الدين لله والوطن للجميع“.

العلم الملكي
وهو يعرف بـالعلم الأهلي، وهو العلم الأخضر ذو الهلال الأبيض والنجوم الثلاثة، واعتمد في 10 ديسمبر 1923 بعد صدور تصريح 28 فبراير 1922 وتحول مصر إلى مملكة حرة مستقلة، وهو أحد الأعلام التي رفعها الشعب في ثورة 1919، وكان اللون الأخضر في العلم يرمز إلى خضرة الوادي والدلتا، والهلال يرمز للإسلام الذي تدين به الأغلبية في مصر.

بينما النجوم الثلاث تشير للأجزاء الثلاثة التي تتكون منها المملكة المصرية وهي مصر والنوبة والسودان، أو ديانات أهل مصر الثلاث وهي الإسلام والمسيحية واليهودية، وهو العلم الذي رفع على قاعدة القناة بعد جلاء القوات البريطانية عنها وعلى مبنى قناة السويس بعد تأميمها، وخاض تحته الشعب في بورسعيد معركته ضد العدوان الثلاثي سنة 1956 في عهد جمال عبد الناصر.

علم التحرير
علم التحرير أو علم الضباط الأحرار والذي كان رمزًا لثورة 23 يوليو، واستخدم لأول مرة في الاحتفال بمرور 6 أشهر على حركة الجيش كعلم لهيئة التحرير وللثورة، واستمر في العمل بجانب العلم الأخضر ذى الهلال الأبيض والنجوم الثلاث.

وهو علم ذو ثلاثة ألوان (أحمر وأبيض وأسود) ويتوسطه شعار الجمهورية النسر، لكنه نسر عريض الشكل وله درع أخضر يحوى هلالا أبيض اللون وثلاث نجوم وتم نقش النسر في قاعة مجلس الأمة الذي أصبح الآن مجلس الشعب وضربت العملات المعدنية وعليها نقش هذا النسر العريض.

والألوان الثلاثة لهذا العلم مستمدة من الشارات التي يحملها ضباط الجيش على صدورهم إشارة إلى المعارك التي خاضوها، وإن أصبحت لألوانه دلالة جديدة فيما بعد حيث صار يرمز الأحمر إلى دم الشهداء في سبيل التحرر عبر العصور، والأبيض إلى العهد الجديد أو السلام والتحرير والرخاء، والأسود إلى العهد البائد والاستعمار وأعداء الثورة.

وتطور هذا النسر العريض عام 1954م، وظهر بتطوره الذي يماثل الشكل الحالى تماما، كما ظهر في العملات النقدية والتذكارية حتى 1971م.

علم الجمهورية العربية المتحدة
وعقب إعلان الوحدة الفيدرالية بين مصر وسوريا تغير اسم ”جمهورية مصر“ إلى الجمهورية العربية المتحدة وأصبح الإقليم الجنوبي يشير إلى مصر، والإقليم الشمالي يشير إلى سوريا واستبدل النسر في العلم إلى نجمتين خماسيتين خضراوين إشارة إلى مصر وسوريا.

وظل العلم المصري كذلك حتى بعد الانفصال 1961، وإن ظل النسر المطور المماثل للحالي هو ختم الدولة وشعارها ونقش عملاتها النقدية والتذكارية، واختلف محتوى درعه فقط ليحمل علم مصر طوليًا ويتوسطه النجمتان الخضراوان الخماسيتان.

ومع تحول هذا العلم إلى علم لدولة الوحدة أصبح علمًا تقتبسه كثير من الدول العربية، وأصبح علمًا منافسًا لعلم الثورة العربية الكبرى ذي الألوان الثلاثة الأخضر والأبيض والأسود والذي اشتقت منه كثير من دول المشرق أعلامها.

وبعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر عام 1970 وتولى نائبه أنور السادات الحكم وأقام اتحاد الجمهوريات العربية مع ليبيا وسوريا استبدلت النجمتان في العلم المصري بالصقر شعار هذا الاتحاد وضربت العملة فئة العشرين قرشا بنفس الشعار وأصبح هو شعار وختم الدولة في جميع الأوراق والمعاملات الرسمية حتى عام 1984.

العلم الحالى
وبعد تولى الرئيس الأسبق حسني مبارك الحكم بثلاث سنوات عاد العلم المصري مرة أخرى إلى شعار النسر (النسر صلاح الدين) كما كان لأربع سنوات من قبل (1954 حتى 1958) واعتمد العلم بشكله الحالى في 4 أكتوبر 1984.

ويتكون من ثلاثة مستطيلات عرضية متساوية ويبلغ طوله ضعف عرضه، وهي حسب الترتيب الألوان، الأحمر وهو المستطيل العلوي وهو لون دماء الشهداء الذين ضحوا من أجل الوطن، والأبيض وهو المستطيل، ويعبر عن عصر السلام والازدهار، والأسود وهو المستطيل السفلي ويعبر عن عصور الاستعمار التي تخلصت منها مصر.

وداخل المستطيل الأوسط صورة "نسر" وهو أقوى الطيور بلون ذهبي وينظر ناحية اليمين ويعبر عن قوة مصر وحضاراتها، واتخذته المخابرات العامة المصرية شعارًا لها.
الجريدة الرسمية