رئيس التحرير
عصام كامل

مصر غدًا


شخصيا، متفائل.. انتهت انتخابات الرئاسة على خير بإذن الله، بالرغم من محاولات التعويق الكثيرة التي شهدناها مؤخرًا، وأعتقد أن المشير عبد الفتاح السيسي فاز بمنصب رئيس الجمهورية بنسبة تتجاوز 90٪ من جملة المصوتين.. سوف تلقى هذه النسبة بآثار إيجابية على موقف الرجل، فهو يحتاج إلى الشعور بثقة الشعب وأنه يقف وراءه ويلتف حوله، وذلك يمنحه مزيدا من الثبات والصمود والقوة لتحقيق آمال وأحلام المصريين، في النهوض والتقدم والرقى.. ويمتلك السيسي عناصر النجاح المتمثلة في: رؤية إستراتيجية، تخطيط جيد، إدارة حازمة، إرادة صلبة لا تعرف الهزيمة، ومتابعة دقيقة، وقبل ذلك وبعده شعبية جارفة.


في تصورى، سوف تتراجع أعمال العنف والإرهاب، ربما يتطلب ذلك وقتا وجهدا.. تفاؤلى الشخصي مرتبط في الواقع بعدة أمور:

أولا: قدرة المشير السيسي على تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي، ثانيا: قدرته على إحداث وحدة وتماسك الشعب المصرى وضبط إيقاع حركته، أخلاقيا وقانونيا، ثالثا: قدرته على استثارة إرادة التحدى لديه في العمل والإنتاج، رابعا: قدرته على النهوض بالجهاز الإداري للدولة، وإزالة المعوقات التي تكبل حركته وتمنعه من الانطلاق، علاوة على تحفيزه على العمل والإنجاز من خلال خطط وبرامج، وتحديد واضح للوسائل والآليات، وارتباط قوى بالأهداف، مع إعلاء ثقافة الثواب والعقاب، ورصد كل ذلك من خلال المتابعة الدقيقة واللصيقة..من المؤكد أن مؤسسات المجتمع المدنى، يمكن أن يكون لها دورها الرائد في المرحلة القادمة.

موقف الدول العربية، خاصة السعودية والإمارات والكويت سوف يكون داعما بقوة لمصر، اقتصاديا وسياسيا وإعلاميا، لأسباب كثيرة.. فخروج مصر من أزمتها، وعودة الاستقرار إليها، ومباشرة دورها الحيوى والإستراتيجي، سوف ينعكس بالضرورة على استقرار الأوضاع في المنطقة برمتها.. وأعتقد أيضا أن روسيا حريصة على أن تكسب ود مصر، فذلك يمنحها موطئ قدم في مواجهة الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوربي.

موقف الإدارة الأمريكية سوف يتغير لا محالة.. فهى - كما عهدناها - توفق أوضاعها وتعيد بوصلة توجهاتها تبعا للتيار الغالب، وسوف تحاول الاستفادة ما أمكن من الأوضاع الجديدة بما يحقق مشروعها ومصالحها.. ينطبق ذلك على من يعمل بالوكالة، أقصد الاتحاد الأوربي.. أما تركيا وقطر، فيمكن تحريكهما بالريموت كنترول للضغط على النظام المصرى بهدف تحقيق أفضل نتائج ممكنة للراعى الأمريكى.

منهج السيسي في التعامل مع دول أفريقيا، ودول حوض نهر النيل، وإثيوبيا، سوف تكون له إيجابياته الكبيرة.المهم الآن الترتيب لانتخابات مجلس النواب.. نريد مجلسا قويا، معبرا بحق وصدق عن الإرادة الحقيقية للشعب، خاصة أن الدور المنوط به، وفقا للدستور، سوف يكون كبيرا.. هذا هو المحك الرئيسى.. وعلى الأحزاب ذات المرجعية الواحدة أن تتكل تحت مظلة واحدة، بحيث تختصر في أربع كتل رئيسية؛ ليبرالية، وقومية، ويسارية، وإسلامية.. دون ذلك، سوف تظل الحياة الحزبية والسياسية في مصر في وضع لا تحسد عليه..
الجريدة الرسمية