رئيس التحرير
عصام كامل

ظهير فكري لمساعدة الرئيس في التنمية!


بهجة وسعادة.

تهنئة وامتنان للشعب المصري. فازت مصر، وخسر المتربصون.

نبارك للمشير السيسي ثقة الشعب المصري.

ولأنني أعتقد أن الوقت لا يتسع للتردد والانتظار، فإن العمل والبناء والقفز نحو تعويض خسائر اقتصادية ومعنوية واجتماعية استنزفت مقدرات الدولة منذ ثلاث سنوات مضت وإلى الآن، هو ما يجدر أن نبدأ به على عجل، حتى يكون الغد أفضل من اليوم، دون انتظار لأجر أو شكر أو خوف من اتهام وتربص، فنداء الواجب نسمعه في أذاننا يبحث عمن يلبيه.

لقد أكد المشير السيسي ضرورة أن يكون هناك ظهير فكري يساند رئيس الجمهورية في خطته للتنمية. والسؤال الذي أحاول فحصه هنا: كيف نصنع هذا الظهير؟ وكيف نضمن أن يكون ظهيرا للتنمية ودافعا إيجابيا للبناء ويعمل كحائط صد في وجه الهدم وتغيير الهوية؟ وأيضا ألا يتحول هذا الظهير لأداة مدح أو تزييف لصورة وهمية فيكون عبئا وليس دعما؟

هذا الظهير يجب أن يتكون من مثقفين قادرين على التفاعل مع الواقع المصري والتواجد الجماهيري بين أبنائه، وليس من بين الإعلاميين؛ إذ يبدو واضحا الآن أن هناك حالة تشبع وتوجسا مما يقدمه الإعلام، مما يعني أن الإعلام في المرحلة المقبلة قد يكون قادرا على التحفيز، لكن بنسبة أقل عن ذي قبل، ولوقت قصير.

وما أعتقد أن ما نحتاجه من هذا الظهير الفكري أمرين: الأول: أن يُـبَصِّر الناس بمقدار ما لحق بالدولة وممتلكاتها/ ممتلكاتهم من خسائر فادحة طوال الفترة الماضية، وأن ينجح في أن يطرح عليهم تساؤلا: كيف وصل البعض في الاستهانة بممتلكات الشعب لهذا الحد؟ وهل كان هناك مبرر حقيقي لهذا الإتلاف؟ وهل كان يمكن تجنب هذه الخسائر مع الوصول أيضا للنتائج المرجوة دون تكلفة باهظة؟ هل يمكن إعادة صياغة العلاقة بين المسئول والمواطن بحيث يتلاقيان ولا يتناحرن؟ هل يمكن أن ندعم الوعي القانوني للمواطنين؟ إذ يحزنني أن أقول، خاصة في ظل تدني جودة التعليم، أنه قد تم التلاعب بالانتماء لدى كثيرين، وتشوَّش مفهوم الهوية، حتى لأنني ما زلت أذكر أن حريق المجمع العلمي الذي كان يجدر أن نبكيه دما، لم يلق اهتماما يُذكر.

الأمر الآخر: كيف نفكر تفكيرا إيجابيا يساعدنا كمصريين في تحقيق استغلال أمثل لكل ما تحت أيدينا من موارد؟ كيف نُمَكِّن كل مواطن من الاعتزاز بقدراته وتحقيق ثقته بنفسه وتسليحه بالتفكير العلمي ليحارب الأوهام والخرافة؟ وليستعيد أسطورته التاريخية في المهارة والصناعة ليحقق الحضارة؟ كيف نغرس أسس وأصول ومبادئ تلقى الخبر والرأي والشائعة والتفرقة بينهم، وفهم أهداف من وراءهم، والتعامل مع متغيرات الواقع مهما كانت سريعة، ومهما كان الواقع مأزوما؟

يجدر اختيار هذا الظهير بدقة وعناية ممن لهم القدرة على التواجد الجماهيري والوصول للجمهور في ظل انتشار الأمية والاضمحلال الثقافي، فأهم مميزات هذا الظهير أن يكون قادرا على تبسيط المعلومة دون تسطيحها، وقادرا على الحوار والاحتواء، ويجدر أن يعمل وفق خطة عمل واضحة وانتشار مدروس، وتغذية راجعة يومية حول نجاح ومعوقات: غرس مفاهيم العمل والتنمية والمهارة، خطط مدروسة وغرفة عمليات تفاعلية أولا بأول حول الوعي الشعبي وفق طبيعة وواقع البيئة الجغرافية المصرية ومن قلب الناس – إذ إنني أتصور عمله ميدانيا وليس إعلاميا. مع الالتزام بغرس آليات تكوين الرأي وليس رأيا بعينه، آليات التفكير وليس تفكيرا بعينه، مما يضمن عدم تحول هذا الظهير لفريق من المادحين لا تستفيد الدولة منه، هذا ما أتصوره مبدئيا حول الظهير الفكري.
الجريدة الرسمية