رئيس التحرير
عصام كامل

«وزير» و«محافظ» ضد الشعب


قامت الثورة المصرية من أجل التغيير، وإصلاح ما أفسده النظام السابق، لكن على ما يبدو بعض الوزراء والمحافظين لا يعرفون الدور الحقيقى لوظيفتهم، وهو العمل على وصول الثورة لقطاعاتهم، وإحلال النجاح محل الفشل، والعمل على إصلاح ما أفسده النظام السابق .



أتابع منذ فترة قضية الأزمة بين وزارة التربية والتعليم والإداريين والمتعاقدين الجدد فى محافظة الشرقية، وبعض المحافظات الأخرى من خلال الصحف، والفضائيات، والتصريحات المتبادلة بين الجانبين، لكن ما صدمنى بشدة هى تصريحات المستشار الإعلامى «محمد السروجى»،عندما قال: "إن وزارة التربية والتعليم ليست طرفًا فى أزمة معلمى العقود الشاملة التى تفاقمت، ولم تتعاقد الوزارة مع أحد، وإن تلك الأزمات السبب فيها هم السادة المحافظين، وتعتبر من الأخطاء الفادحة لنظام اللامركزية العاجزة المطبقة فى مصر"، وبكل تأكيد هذا التصريح يعكس غياب المسئولية السياسية والاجتماعية للوزارة تجاه العاملين بها، حتى إن كانت لا تعترف بهم، وهذا كذب فهم عاملون بها بحكم الواقع والطبيعة، وهنا كمواطن مصرى تأكدت أن الأزمة ليست فى الرئيس «مرسى» بل فى الاختيارات غير الموفقة للوزراء، وهو ما يؤدى لتفاقم المشكلات فى وجه الرئيس، فبعض الوزراء يبدعون فى الفشل، وتفجير وزراتهم، وزيادة الغضب، وعودة الاعتصامات، والإضرابات من جديد فرجال الرئيس هم من يسقطونه شعبيًّا .

وفى المقابل المستشار محافظ الشرقية لا يتعامل مع الأزمة بشكل يعكس المسئولية المجتمعية تجاه هؤلاء العاملون الذين وافقوا على العمل مقابل مائة جنيه شهريًّا، والمحافظ منذ توليه قيادة المحافظة يتجاهل القضية، وبالعكس هو من أعطى أوامره بعدم صرف رواتبهم منذ 6 أشهر تقريبًا، وأعطى أوامره للسيد وكيل الوزارة، ومديرى المديريات التعليمية بتجاهلهم والعمل على شائعة أنهم مزورون، وسيتم فصلهم .

والسؤال هنا: أين الدليل على أنهم مزورون فالنيابة العامة حفظت القضية لعدم وجود أدلة، وهو ما ينكره المحافظ، وترددت أقاويل إن ما يحدث سببه الخلاف بين المحافظ السابق الذى استقال نتيجة عدائه مع نظام الإخوان المسلمين، فهل تصفية الحسابات السياسية تجعل محافظ يعاقب عددًا كبيرًا من العاملين، ويلزمهم بأداء أعمالهم بدون مقابل مادى، وبدون أى دليل على مخالفتهم القانون فى طريقة التحاقهم للعمل بالوزارة، وهذه القضية تعكس شيئًا هامًا، وواضحًا أن النظام الجديد يبدع فى عقاب المصريين، ولا يتعامل المسئولون مع القضايا الجماهيرية بحكمة وعقل بل بتعامل يدل على عدم وعى سياسى، ويرسل رسالة للجماهير الغاضبة لن نقدم لكم شيئًا .

القضية المثارة الآن فى محافظة الشرقية هى دليل واضح على فشل القيادات التى يتم اختيارها على مبدأ أهل الثقة فمحافظ الشرقية، ونائبه، وأغلب قيادات المحافظة الآن ومديرى المديريات والمراكز والوحدات والمدارس من جماعة الإخوان المسلمين، ولا يبادرون لإثبات حسن النوايا، وقدرتهم على حل مشاكل المواطنين بل يتركوهم حتى يزداد الغضب الشعبى وتحدث الإضرابات والتظاهرات فهى نتيجة أفعالهم، وسياساتهم الفاشلة .

فى النهاية نحن أمام نموذجين صارخين لوزير ومحافظ يتجاهلان قضية مصيرية لقطاع من العاملين فى الدولة، ولا يريدون توفيق أوضاعهم وحل مشاكلهم وفى المقابل العملية التعليمية متوقفة، والقيادات يبدعون فى الفشل، وعقاب المصريين والجميع يخسر، فهل قامت فى مصر ثورة أم أن ذلك نتيجة الاختيارات غير الموفقة للقيادات فى مصر.


dreemstars@gmail.com

 

الجريدة الرسمية