رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أمل دنقل.. "سبارتا كوس" الثورة

أمل دنقل
أمل دنقل

شاعر مصري رغم وفاته منذ أكثر من ثلاثين عامًا مازالت أشعاره حاضرة مع كل حدث، هو محمد أمل فهيم أبو القسام محارب دنقل، الشهير بـ"أمل دنقل"..ولد عام 1940 بقرية القلعة، مركز قفط بمحافظة قنا.

اكتسب أمل دنقل موهبة الشعر عن والده الذي كان واحدا من علماء الأزهر الشريف، فكان والده ينظم الشعر العمودي ويمتلك مكتبة تضم كتب الفقه والتفسير والشعر العربي.
فقد أمل دنقل والده في العاشرة من عمره بعد أن زرع فيه بذرة الشعر، وأكمل أمل دراسته في قنا حتى تخرج من المدرسة الثانوية، وسافر إلى القاهرة ليلتحق بكلية الآداب ولكنه لم يتم عامه الأول ليغادر الكلية من أجل العمل، وتنقل دنقل بين عدد من الوظائف بمحكمة قنا ومنظمة التضامن الأفروأسيوي، لكنه كان يهمل في عمله ليكتب الشعر، كانت قصائده يتم تداولها بشكل سري خوفا من بطشة الأمن الذي لاحقه كثيرًا.

تزوج أمل دنقل من الصحفية "عبلة الرويني" بعد أن التقي بها في حوار صحفي وتعلق بها لكن لم يمهله القدر كثيرًا، فبعد مرور عام على قرانهما، اكتشف دنقل إصابته بمرض السرطان، فبدأت رحلة العلاج عدة سنوات ولم تتوج بالنجاح.

كانت أول دواوينه "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" الذي كتبه بعد نكسة الـ67، ليعبر فيه عن آثار الهزيمة التي عانا منها الجميع وقتها، وتوالت بعدها إصداراته، حتى ديوانه الأخير "أوراق الغرفة 8" الذي صدر عام 1983 وكتب فيه أمل دنقل ما عاناه مع المرض في الغرقة رقم 8 بالمعهد القومي للأورام التي قضى فيها السنوات الأربع الأخيرة في حياته.. وفيه تحدث عن ضيقه من اللون الأبيض الذي غلف كل شيء حوله.

“في غُرَفِ العمليات 

كان نِقابُ الأطباءِ أبيضَ

لونُ المعاطفِ أبيض 

تاجُ الحكيماتِ أبيضَ، أرديةُ الراهبات 

الملاءاتُ 

لونُ الأسرّةِ، أربطةُ الشاشِ والقُطْن 

قرصُ المنوِّمِ، أُنبوبةُ المَصْلِ 

كوبُ اللَّبن 

كلُّ هذا يُشيعُ بِقَلْبي الوَهَنْ.

كلُّ هذا البياضِ يذكِّرني بالكَفَنْ!”

و اليوم تمر الذكرى الـ 31 على رحيل شاعر الرفض السياسي، والذي توفي في 21 من مايو عام 1983 ليطوي الموت صفحة نضرة مشرقة من تاريخ شخصيات كان إخلاصها لمبادئها هو سلاحها الوحيد في مواجهة الفساد والظلم والديكتاتوريات.
Advertisements
الجريدة الرسمية