رئيس التحرير
عصام كامل

فقه تحريم العلم !


آخر أخبار الجماعات التكفيرية هو تحريم العلم والتعليم بكل ما فيه! ولمَ لا.. وفى فقه فقهائهم القدماء أن تعريف العلم هو العلم الدينى الشرعى فقط وماعداه هو علم لا ينفع وجهل لا يضر!


ويقول أئمتهم إن العلم الشرعي هو الذي يكون فيه الثناء ويكون الحمد لفاعله أما غيره فلا، أما بعض المنفتحين قليلًا منهم فيقولون إن العلم بأمور الدنيا هو فرض كفاية، إن تعلمه البعض سقط عن الباقى، وذلك لأن الناس لابد لهم من أوانٍ يطبخون بها ويشربون بها، وغير ذلك من الأمور التي ينتفعون بها !! فإذا لم يوجد من يقوم بهذه المصانع صار تعلمها فرض كفاية!!

فكان هذا هو مبلغهم من العلم الذي سادت به أمم الغرب وأصبحوا هم عالة على إنتاج حضارتهم وعلومهم، وهذا هو حال الأصوليين الذين استقوا كل مفاهيمهم من فقهاء قدامى عاشوا في عصور بعيدة لم يعرفوا من علوم الدنيا شيئًا، حيث كانوا يظنون أن الأرض يحملها ثور على قرنيه، فإن تحرك حدثت الزلازل فيها!

وجماعة بوكو حرام في نيجيريا مثل غيرها من الجماعات المتطرفة اتبعت هؤلاء التكفيريين القدماء، واعتنقت فكرهم الذي يحط من شأن العلم الدنيوى، وقالوا إن التعليم الغربى حرام، وهذا هو معنى (بوكو حرام)، وكان آخر أفعالهم الإجرامية خطف المئات من الفتيات الصغيرات البريئات من مدرسة يتلقون التعليم بها واعتبرتهم سبايا ورقيقًا لها، ولم نسمع شجبًا ولا إدانة على هذه الفعلة الحقيرة من القوى المتأسلمة، ولا من الجماعات التي يموج بعضها في بعض، ولا من السادة مجاهدى الإنترنت، ولا حتى من مجلس علماء القرضاوية، فمسلكهم يتفق مع صحيح تراث فقهائهم القدماء في أحكام السبى والرق ! فلا عجب في ذلك ولا استغراب.

لقد وجد الغرب الڤيروس في داخل الجسد فعمل على نشره وتوظيفه داخل المجتمعات الإسلامية لخلق حالة عداء أيدلوچى فيها لتدميرها من داخلها وضرب سمعة الإسلام في العالم، هذا دور تلك الجماعات بكل بساطة، إنهم فيروس لا شفاء منه إلا باقتلاعه، ومن يتحدث عن علاج وإصلاح فهو واهم.
الجريدة الرسمية