رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مصر تنافس دول العالم في "الألغام".. 23 مليون لغم وقذيفة تهدد المصريين.. 22% من ألغام العالم في أرض المحروسة.. عمرها أكثر من 70 عاما.. وتنوعها يعود إلى المنافسة بين دول "المحور والحلفاء"

الألغام فى مصر -
الألغام فى مصر - صورة ارشيفية

"مقاتلون لا يحملون أسلحة ظاهرة ولا يخطئون هدفهم أبدًا، يصيبون ضحاياهم دون تمييز، يمارسون القتل والتدمير إلى ما بعد الحرب بوقت طويل"، بهذه الكلمات البسيطة عرفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ماهية الألغام التي تحصد أرواح الأبرياء في مختلف مناطق العالم.


وجدير بالذكر أن 22% من ألغام العالم موجودة في مصر، وأن 10% من مساحة مصر مازالت تحت نيران احتلال الألغام.

البدو والرعاة هم أكثر البشر تأثرا بخطورة الألغام

"وتعد الألغام من الأسلحة الفتاكة التي لها تأثير طويل الأمد على الشعوب بعد انتهاء الحرب بعقود طويلة، فهى تحول دون تطوير المساحات التي بها حقول للألغام وتعرض البشر وثرواتهم الحيوانية لأخطار لا يزول آثارها عبر السنوات، وتشير إحدى الدراسات إلى أن أكثر البشر تأثرا هم البدو الرحّل والرعاة والفلاحين على القرى التي تقع على حدود الصحراء والبادية، وبالطبع تؤثر الألغام أيضا على ثرواتهم الحيوانية، وجاء تعريف الألغام أيضا في البروتوكول الثانى من اتفاقية جنيف لعام 1980 أنها "ذخيرة موضوعة تحت الأرض أو على مقربة من سطحها أو أي منطقة مسطحة أخرى بغرض الانفجار عند وجود أو قرب أو اتصال شخص أو مركبة بها".

70 عاما عمر الألغام في مصر

ويعود تاريخ حقول الألغام في مصر إلى الحرب العالمية الثانية، حيث تتركز الألغام في منطقة الصحراء الغربية والعلمين، ويوجد البعض منها في سيناء، وذلك نتيجة مخلفات الحروب، فمنذ أكثر من 70 عاما وبالتحديد عندما تصارعت إنجلترا وألمانيا وإيطاليا على أرض مصر، نشروا ملايين الألغام في الأراضى المصرية دون أن تكون مصر طرفا في هذا الصراع الذي تعانى منه ومن آثاره منذ عام 1942.

وتجدر الإشارة إلى أن مساحة الألغام في مصر تصل إلى 683 ألف فدان من أجود الأراضى المصرية الصالحة للزراعة بمنطقة الساحل الشمالى الغربى، وهذه المساحة تعادل 22% من المساحة الكلية لجمهورية مصر العربية، حيث تمثل نسبة الألغام والأجسام القابلة للانفجار 21% من النسبة الكلية للمخلفات الموجودة في العالم وتقدر بنحو 19.7 مليون جسم".

كما تشير آخر إحصائية إلى أن هناك 119 مليون لغم تنتشر في أرجاء العالم، وأن هناك لغما ينفجر كل 33 ثانية، وضحية كل 20 دقيقة، و2000 قتيل ومصاب في الشهر، ويمكن ملاحظة العلاقة بين زراعة الألغام الأرضية وتبعاتها الاجتماعية على سلامة الجسد وتشريد السكان، كما أنها تؤثر على الاستثمار والإنتاج والتجارة والعمالة وغيرها من السياسات التي تشكل بيئة العمل الاقتصادى.

مصر من أكبر الدول المتضررة من وجود الألغام

و جدير بالذكر أن مصر من أكبر دولة متضررة من مشكلة الألغام في العالم، حيث يوجد في أراضيها نحو 23 مليون لغم وقذيفة لم تنفجر، منها 17 مليون لغم في منطقة العلمين والصحراء الغربية، وتنتشر هذه الألغام على امتداد 287 ألف فدان، بالإضافة إلى 6 ملايين لغم في سيناء زرعتها القوات الإسرائيلية خلال الحروب المختلفة وتنتشر على امتداد 29 ألف فدان، وتمثل هذه الألغام إجمالا نحو خُمس الألغام الموجودة في العالم.

وتتمركز الألغام في مصر في منطقتين كانتا مسرحين للعمليات العسكرية أولهما بدأت أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث تركز استخدام الألغام في معركة العلمين بين قوات الحلفاء وقوات المحور، أما الثانية قامت إسرائيل بزرعها بشكل عشوائي، وتتعدد أنواع الألغام المضادة للأفراد والدبابات التي زرعتها قوات الحلفاء والمحور في صحراء مصر الغربية خلال الحرب العالمية الثانية.

لذا ارتبطت مشكلة الألغام في الأراضي المصرية بصراعات خارجية، وأن هذه الأطراف الخارجية هي المسئول الأول والرئيسي عن نشأة مشكلة الألغام في الأراضي المصرية، ولذا بات من الواضح أن تشارك كل دولة وضعت لغما على أراضي مصر وتسهم في إزالة تلك الألغام التي تعوق جهود التنمية في مصر. والتعويض عن الأضرار التي لحقت بالأشخاص والأموال.

وهناك العديد من العوائق في طريق إزالة الألغام في مصر من أبرزها تعدد أنواع الألغام المضادة للأفراد والدبابات التي زرعتها قوات الحلفاء والمحور في صحراء مصر الغربية خلال الحرب العالمية الثانية، مشكلات تحريك الألغام من أماكنها بسبب الكثبان الرملية، والتغيرات المناخية على مدى نصف قرن، هذا إلى جانب اختفاء وعدم وجود خرائط لهذه الألغام، وتجدر الإشارة إلى أن التكلفة المالية العالمية التي تحتاجها عملية إزالة الألغام في منطقة العلمين وحدها أكثر من 20 مليار دولار لتطهيرها من 17 مليون لغم، إذ إن تكلفة إزالة اللغم تتراوح بين 300 - 1000 دولار، وهي تكلفة تفوق كثيرا عملية زراعته التي لا تزيد على عشرة دولارات فقط.


و جدير بالذكر أن المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء في اجتماعه الأخير قرر مواجهة الألغام في صحراء مصر باستخدام أحدث معدات الكشف عن الألغام، مؤكدا على أهمية إزالة الألغام وتطهير التربة منها، والعمل على سرعة الانتهاء من عملية التطهير لما لها من تأثير كبير في التنمية الاقتصادية والعمرانية.
Advertisements
الجريدة الرسمية