رئيس التحرير
عصام كامل

آثار الحكيم: "عبده موتة" و"صافيناز" نتاج زمن مبارك

فيتو

  • ماذا ننتظر من فنانين عاشوا في عصر فاسد 30 عامًا
  • ابتذال الفن في عصر السيسي سيختفي 
  • وافقت على منع "حلاوة روح" علشان مش عايزه ألبس العمة
  • قلت للسيسي "اللي اتلسع من الشوربة ينفخ في الزبادي" 
  • منى زكي ابنتي وحزنت لاعتزال حنان ترك 

التمثيل أصبح مملا، ولن أعود له مرة أخرى، هكذا أكدت الفنانة آثار الحكيم، وكشفت عن أنها التقت بالمشير عبد الفتاح السيسي كناشطة سياسية وليس كفنانة، وقدمت له "روشتة" سياسية لحل الأزمات التي تلاحق الشارع المصري، وكان عنوانها "اللي اتلسع من الشوربة ينفخ في الزبادي"، وأضافت آثار أثناء لقائها في صالون "فيتو": إن الفن في عصر السيسي سيكون عنوانه "الأخلاق" وسيختفي كل الابتذال الموجود الآن على الساحة، وقالت: إن سبب موافقتها على منع فيلم "حلاوة روح" هو رفضها أن ترتدي "العمة" التي وضعها ما يسمون أنفسهم برعاة الفن والإبداع على رءوس العديد من الأفلام المصرية.
حول خريطة الفن في عهد السيسي وعن آرائها السياسية كان لـ "فيتو" مع الفنانة القديرة آثار الحكيم هذا اللقاء الخاص.


* في البداية ما السبب في زيارتك للمشير عبد الفتاح السيسي؟
تلقيت دعوة من زملائي في تيار المستقبل للالتقاء بالمشير عبد الفتاح السيسي؛ حيث اتصل بي الدكتور عبد الحليم قنديل وأخبرني بهذا اللقاء، فلم أتردد لحظة، وقمت بكتابة بعض النقاط التي أريد أن أعرضها على المشير السيسي، وقدمتها له على شكل "روشتة" صغيرة تحتوي على كل ما لا بد أن يتغير في الفترة القادمة وكان هذا لعلمي بضيق وقت المسئولين.

*وما أهم النقاط التي كتبتيها في هذه الروشتة؟
الحقيقة أنني فضلت أن ألتقي به كناشطة سياسية وليس كفنانة، لذلك كتبت الروشتة التي كانت تحتوي على كل المحاور التي لا بد أن يتم الاهتمام بها ومنها الحدود المصرية والنوبة وسيناء وقانون التظاهر وإعادة هيكلة الداخلية والقضاء والاهتمام بالتعليم والبحث العلمي والمعاقين والاهتمام بالشئون الخارجية على المستوى العربي والأوربي والأمريكي، وأشياء أخرى تخص الشباب والثقافة والفن.

*وما رده على ما كان مكتوبا في هذه الروشتة؟
الحقيقة أن عنوان هذه الروشتة كان "اللي اتلسع من الشوربة ينفخ في الزبادي" وعندما قلت له ذلك ضحك المشير، وأكد أنه يعلم كل هذه الأشياء جيدا، وأنا كنت أيضًا أعرف ذلك ولكن هذا الأمر كان من باب التذكير ليس أكثر.

لشعب أعطى الرئيس المعزول مرسي مائة يوم لحل أزمة الشارع.. فهل هذه الفترة كافية ليحل المشير السيسي ما يعاني منه المواطن المصري الآن؟
بالتأكيد هذه الفترة ليست كافية، ثم إنني أريد أن أعرف من هو صاحب اختراع "المائة" يوم؟، فهذا اختراع غير منصف ولا يكفي لحل كل هذه الأزمات التي يعاني منها الشارع المصري وكل ما في الأمر أنه لا بد أن يكون هناك نية حقيقية لحل هذه الأزمة، والمشير السيسي لديه النية ولديه الخطة لحل كل هذه الأزمة.

*ما تقييمك للفن في عهد المشير عبد الفتاح السيسي إذا ما أصبح رئيسا؟
الفن في عهد المشير عبد الفتاح السيسي "احترام"؛ لأن نشأة المشير تؤكد ذلك، فهو إنسان شرقي تربى وترعر في أهم وأعرق مناطق القاهرة، ويعلم جيدًا قيمة الأخلاق والاحترام في كل ما يقدم من فن، والدليل على ذلك الموقف الذي ذكره أثناء لقائه الأخير عندما أكد للسيدة زوجته في بداية حياته أنه سيتقدم لخطبتها عندما يتم قبوله في الكلية الحربية، لاحترامه للعادات والتقاليد الشرقية.

*وما الأشياء التي لا بد أن يفعلها المشير السيسي للارتقاء بالفن إلى أبعد مدى؟
لا بد من الاهتمام بالأخلاق والقيم وتفعيلها بشكل كبير بين كل طبقات المجتمع؛ لأن الفن هو محاكاة للواقع، وإذا أصبح الواقع صالحا سيكون الفن صالحا، ثم إن هناك جانبا كثيرا يعود للحاكم؛ لأن المبدعين يتأثرون بأخلاقه وأسلوبه وسياسته، فإذا كانت أخلاقه حميدة ويحترم العادات والتقاليد فلن تجد أعمالا فنية مبتذلة؛ لأن الحاكم صبغها بصبغته وأخلاقه، والدليل على ذلك أن "اللمبي" و"ماريا" وكل الأشياء المبتذلة هي نتاج لعصر مبارك وأنس الفقي؛ لأنهما هما اللذان كانا يريدان ذلك.

*ولكن هناك أعمالا قدمت في عصر الإخوان وما بعد عصر الإخوان بنفس الشكل مثل فيلم "عبده موتة" و"القشاش" وظهور صافيناز؟
كل هذا هو تراكم لما فعله مبارك وأعوانه ولا أستطيع أن ألوم أحدا عليه غيرهم، فماذا تنتظر من فنانين عاشوا في عصر فاسد مليء بالمخدرات والبلطجية والإسفاف لأكثر من 30 عامًا؟، لذلك أؤكد أن التغير يحتاج بعض الوقت والسيسي يستطيع ذلك.

* ومن أين استمديتِ كل هذه الثقة في أن النظام سيغير الفن للأفضل ويقضي على الابتذال؟
هناك بعض المؤشرات المبشرة بذلك.. ودعني أسألك ما هو الدافع الذي يجعل المهندس إبراهيم محلب يصدر قرارا بمنع فيلم "حلاوة روح" ورفعه من دور العرض؟. إلا إذا كان هو نوع من الاعتراض على ما يقدم من فن هابط ومبتذل، وهذا مؤشر حقيقي لملامح الفن في المستقبل.

*ولماذا وافقتِ على قرار محلب بالرغم من أن المبدعين ينادون بحرية الفن؟
أنا أطلقت على هذا التيار اسم "حرية الفن والبتاع"؛ لأنهم ينادون بأشياء غريبة لا أفهمها، وكان سبب موافقتي على قرار محلب هو أنني لا أريد أن "ألبس العمة" مثلما ارتداها الكثيرون. 

* هل سيكون المشير السيسي وصيا على الفن؟
لا أريد أن أقول وصيا؛ لأن هذه الكلمة لا تعجبني ولكن دعني أقول لك إنه سيرعى الفن من باب "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"، وهذا شيء أقبله. 

* إذا اختفى الفن المبتذل وعادت الأخلاق للسينما والدراما، هل ستعودين مرة أخرى لصفوف الفنانين؟
لا أنا لم ولن أعود للفن مرة أخرى؛ لأن القرار لم يكن وليد اللحظة ولكن هو تراكم أزمات السنوات العشر الأخيرة، لذلك فلا أفكر في العودة مرة أخرى مهما كانت الظروف.

* الكل يريد أن يعرف السبب الحقيقي وراء اعتزالك؟
دعني أكشف سرا لك عن هذا الأمر، وهو أنني لم أعد أستمتع بالتمثيل، وأصبح الأمر مملا بالنسبة لي بشكل كبير، وهذا ما دفعني للاعتزال حتى إن الأمر وصل أنني لم أعد استمتع بمشاهدة الأفلام والمسلسلات وأدمنت مشاهدة برامج التوك شو، كما أنني أشعر بحالة من التشبع الفني حقيقية.

* إذًا ليس لكِ فنان مفضل من بين النجوم الحاليين؟
لا بالطبع أنا أحب الفنان أحمد حلمي وزوجته منى زكي، التي أعتبرها ابنتي وأشعر بمعنى هذه الكلمة بشكل كامل، كما أنني أحب أحمد السقا وياسمين عبد العزيز.

*لماذا حزنتِ على اعتزال الفنانة حنان ترك؟
لأنني أحب حنان بشكل كبير وعلاقتي بها لها طابع خاص، وكنت أتمنى أن تلجأ لي كأم لها ولكن هذا لم يحدث وكان سبب حزني عليها.
الجريدة الرسمية