رئيس التحرير
عصام كامل

العيار الذي أصاب وأدْوَش !


في تقديرى أن حكم الإعدام الأخير قد صدر في توقيت لا يخدم محاولات وضع قطار العلاقات المصرية الأمريكية على القضبان مرة أخرى.

بقليل من التأمل نستطيع أن نكتشف أن أحكام الإعدام بالجملة التي أصدرتها محكمة المنيا، قد ألقت بظلال ضبابية على الموقف الأمريكى من قرار استئناف المساعدات.. لا سيما عقب صدور ردود أفعال حادة النبرة من دول كبرى بالاتحاد الأوربي، ناهيك عن منظمات حقوق الإنسان الدولية، ومواقع مهمة ونافذة داخل دائرة الإدارة الأمريكية نفسها.


والسؤال.. هل أصبحت مسألة حقوق الإنسان عقبة في طريق عودة العلاقات المصرية الأمريكية إلى سابق مستواها؟ ربما نجد الجواب في بيان البيت الأبيض عشية صدور أحكام الإعدام، والذي دعا فيه السلطات المصرية إلى إلغائها.. وقال المتحدث باسم الرئيس الأمريكى "إن أحكام الإعدام تشكل تحديًا لأبسط قواعد العدالة الدولية".. واعتبرها سابقة خطيرة.

البيان وتداعياته المتوقعة، لا يبتعد البتَّة عن أطروحات "جول سيجال" المستشار السابق في الكونجرس ومؤسس مجموعة العمل للسلام في الشرق الأوسط.. سيجال وبحسب وكالة الأناضول، طرح في نهاية أبريل المنصرم، ما سماه "شروط الإدارة الأمريكية لاستئناف مساعداتها لمصر".. وقد تركزت في الجانب الأكبر منها على حالة الحريات وحقوق الإنسان.. وكان أبرز ما جاء فيها اختصارًا ما يلى:

ــ إن الإدارة الأمريكية لن تبت في أي قرار خاص ببرنامج المساعدات لمصر إلا بعد وضوح الرؤية حول الأوضاع الداخلية ومعرفة هوية الرئيس القادم.

ــ ترتبط المعونات بمدى السماح بالحريات والإفراج عن المعتقلين السياسيين، وتقديم ضمانات باحترام حقوق الإنسان، والتزامها بالمسار الديمقراطى.

ــ إن وزير الدفاع المصرى السابق والمرشح الرئاسى الأكثر حظوظًا في الانتخابات المقبلة عبد الفتاح السيسي يتعرض لانتقادات داخل أمريكا وخصوصًا في ملف المعتقلين السياسيين، وبالتحديد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين.. لذلك -وكما يقول سيجال- فإنه يتعين على السيسي حال فوزه بالانتخابات الإفراج عنهم قريبًا.. لأن مخالفة ذلك يضع الإدارة الأمريكية في حالة حرج بشأن تقديم أي معونات إضافية في الوقت الراهن.

ــ سيتعين على السيسي أيضًا البت في ملف المصالحة الوطنية في مصر.. وفى هذا الشأن يقول سيجال نصًا "الأمريكيون يتابعون عن كثب ملف الحريات وحقوق الإنسان في مصر".

الملحوظة الجديرة بالتسجيل هنا.. أن أطروحات سيجال صدرت قبل صدور الأحكام بيومين تقريبًا.. ما يعنى أن حقوق الإنسان تشكل في الأساس رقمًا مهمًا في حسابات الإدارة الأمريكية حيال مصر.

الجريدة الرسمية