رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. جزارو تنزانيا يصطادون ذوي البشرة البيضاء.. قتل «الألبينو» للحصول على «حظ جيد».. السحرة يستخدمون أجسادهم في «الشعوذة».. دفن عظامهم لتتحول إلى «ألماس»..

فيتو

تنفرد تنزانيا بوجود بعض العادات غير المألوفة على رأسها اصطياد الجزارين هناك لذوي البشرة البيضاء، فـ«الألبينو» أو «عدو الشمس» يقتلونهم للحصول على الحظ الجيد، والسحرة والمعالجون يقتلونهم للحصول على أعضائهم، وعمال المناجم يدفنون عظامهم تحت الأرض لتتحول إلى ألماس، وصيادو السمك يستخدمون شعرهم لزيادة حصيلة السمك، وأعضاءهم التناسلية تستخدم لزيادة القدرة الجنسية، والآباء يقتلون أبناءهم لبيعهم مقابل آلاف الدولارات.


المرض وراثي 
(المهق) مرض يعرف المصاب به بـ«عدو الشمس» وبالإنجليزية «ألبينو» وهي حالة وراثية ناتجة عن غياب صبغة الميلانين "المادة الملونة" في الأعين والجلد والشعر، وقد يكون المهق كليا أو جزئيا، وعادة ما تتسبب الألبينية في عدة مشاكل متعلقة بالحساسية الضوئية في البصر والجلد.

يتصف المصابون بالمهق الكلي -عموما- بشعر أبيض كالكتان، وعينين زرقاوين وجلد أبيض شاحب مما يميز شكلهم عن باقي الأفراد. في بعض الحالات لا يكون غياب صبغة الشعر كاملا فيظهر الشعر أصهبا فاتحا أو متوسطا بدلا من الأبيض.

في تنزانيا يعاني «الألبينو» من التهديد الدائم والمعاملة المروعة على أيدي أبناء شعبهم، حيث يطلق عليهم «قبيلة الأشباح» أو «الغير مرئيين»، ويقتلونهم للحصول على أعضائهم وعظامهم اعتقادا منهم بأنها ستجلب لهم حظا أفضل وحياة صحية أكتر.

يتخلى الأهالي في بعض الأحيان عن أبنائهم ذوي البشرة البيضاء،لأنهم يخشون الأحكام المسبقة من المحيطين بهم.

بينما يحاول بعض الآباء قتل أطفالهم «الألبينو» لبيع أعضائهم مقابل آلاف الدولارات والتي تعد ثروة بالنسبة لمتوسطي الدخل في تنزانيا.

نظرا للتهديد المستمر الذي يلاحق حياتهم قامت الحكومة التنزانية في السنوات الأخيرة بإنشاء ملاجئ لمئات الأطفال البيض لحمايتهم وتوفير بصيص من الأمل لمستقبلهم.

عمليات القتل تطاردهم

في العام الماضي، ذكر تقرير عن "مركز حماية كابنجي" في بلدة كابنجي أن فتاة تدعى "أنجيلا" والبالغة من العمر 17 عاما، والتي ترى والدتها للمرة الأولى من أربع سنوات، أنها نجت من الموت بأعجوبة.

وقالت أنجيلا: عندما ولدت فرح والدي كثيرا وقال: إني "هبة من الله". ولكن فرحة هذا الأب لم تكن لأنه حصل على مولود جديد وإنما كان يريد أن يذبح الفتاة ويبيع أجزاء من جسمها بآلاف من الدولارات.

تمكنت الأم من ردع الأب لسنوات من قتل ابنته، ولكن عندما بلغت "أنجيلا" عمر 13 عاما قام أبوها بمهاجمتها هو ومجموعة من الجزارين لقتلها، إلا أنها تمكنت من الفرار والنجاة بحياتها ولكن قتلت جدتها في هذا الهجوم أثناء محاولتها حماية حفيدتها.

وتم إيداع جاكلين في الملجأ لحمايتها ولكنها تقول: إن الخطر يصاحبها أينما ذهبت بسبب بشرتها البيضاء خاصة في ظل الجهل المنتشر عن طبيعة حالتها، بل إن هناك اعتقادا أن هؤلاء الأطفال البيض أتوا نتيجة علاقة غير شرعية بين أم سوداء وعشيق أبيض لذا يجب قتل هؤلاء الأطفال.

حوادث بشعة

وقالت تقارير رسمية في تنزانيا: إن العام الماضي شهد عدة حوادث بشعة في حق "أعداء الشمس" حيث قام أعضاء تجارة الأعضاء بمهاجمة طفل يبلغ من العمر سبع سنوات في طريق عودته من المدرسة وبرفقة زملائه وتمكنوا من قطع يده لاستخدامها في طقوس السحر والمعالجة التقليدية، إلا أن الطفل نجا بحياته.

كما ذكرت التقارير الرسمية -أيضا- أن أما لأربعة أطفال وصاحبة بشرة بيضاء تعرضت لهجوم من قبل السحرة وتمكنوا من قطع ذراعها بالمناجل إلا أنها نجت من الحادث أيضا.

الذبح في الشوارع

وتنتشر عادة قتل «الألبينو» في العديد من الدول الأفريقية –ولكنها أكثر شيوعا في تنزانيا- حيث يتم ذبح المصابين بالمهق في الشارع، وتستخدم رفاتهم في الجرع الإنسانية المروعة التي يستخدمها المعالجون التقليديون لعلاج المرضى، بينما يقوم عمال المناجم بدفن عظامهم تحت الأرض اعتقادا منهم بأنها ستتحلل وتتحول إلى ألماس، كما يستخدم المعالجون التقليديون أعضاءهم التناسلية في بعض الأحيان في علاجات لزيادة القدرة الجنسية كما يتصورون.

ويعتقد الصيادون في بحيرة فكتوريا أن الشعر الأبيض يساعدهم على اصطياد المزيد من الأسماك، بينما يعتقد عمال المناجم أن عظامهم تتحول إلى ألماس.

تعيين أول أمهق في البرلمان التنزاني

في عام 2008 عين الرئيس التنزاني جاكايا كيكويتي، أول نائب "أمهق" بالبرلمان التنزاني، وقد كلف فرق عمل للتحقيق في عمليات قتل "عدو الشمس".

وطبقا للإحصائيات التي أعلنتها جماعات الدعوة البيضاء أن عدد «الألبينو» بلغ 100.000 نسمة، من أصل مجموع السكان البالغ عددهم نحو 48 مليون نسمة.
الجريدة الرسمية