رئيس التحرير
عصام كامل

نعمة الانتقام

عندما تستمع إلى الكلمة في الوهلة الأولى يتبادر إلى ذهنك كم المشاعر السلبية وكم الجهد الذى يبذله الشخص المنتقم لكى يبرد صدره وينتقم من الطرف الآخر، وبذلك يظن أنه تشافى ولكن في حقيقة الأمر أن الإنتقام سلاح ذو حدين، وليس معنى هذا أن يتقبل الانسان الخذلان والهزيمة والخيانة أحيانا دون أن يثأر لنفسه وكرامته.. 

 

ولكن يجب أن يقنن الإنتقام بمعنى أن لا يكون رد الفعل عشوائيا، ولكن يمكنك أن تنتقم بنجاحك وبالتجاهل وهو أفضل أنواع الإنتقام مثلا، كأنك  تعيد الطرف الثانى إلى نقطة اللا شئ وفي نفس  الوقت تستمر في نجاحك على كل المستويات المهنية الشخصية، وإحرص ألا يأخذ منك الانتقام أياما وسنوات ولا يشغل تفكيرك ويبدد طاقتك ويجعلك رهينة للغل والحقد فيأخذ من  وقتك وحياتك.

 

فالنجاح والتجاهل والإصرار والتخطي كلها أسلحة من أسلحة الإنتقام يجهلها الكثيرون فالبعض يأخذ المعنى الحرفى للإنتقام بما في الكلمة من عنف وقهر وغيرها، ولكن في رأي أن الإنتقام عبارة عن لعبة (game) يجب أن تلعب بذكاء  وثبات إنفعالى كبير وببرود، ثم تأتى  المرحلة الأخيرة وهى الترقب.

 
ترقب الطرف الاخر عندما يرى نجاحك فيتحسر، وتجاهلك له كأنه لم يكن من الأساس موجودًا عندما تصل الى نقطة الإدراك هذه وتعلم أنك إنتقمت بنجاحك وتقدمك وتجاهلك هنا تكون قد أدركت المعنى الحرفى للإنتقام بأنه رد فعل عكسي يأتى بالمنفعة لك أولا وتنعم  بنظرات الحسرة في عين الطرف الآخر ليس بالإذى المباشر أنك لم تؤذيه ولكنه هو الذى أذى نفسه وكل ما فعلته أنت أنك قمت ببناء ذاتك ونجاحك وتجاهلك كان الرد المناسب.

 


التجاهل ذلك السر الخفى الذى لا يعرف قيمته الكثير، ذلك التكنيك الممتاز الذى يستخدم بدم بارد لرد كل شخص يتخيل أنه شئ مهم، ثم لا تنس المثل القائل: إذا أردت أن تنتقم فأحفر حفرتين واحدة لعدوك والأخرى لك.

الجريدة الرسمية